فأشرت عليهم أن ينطلقوا به إلى موضع قد احتفر فيدفنوه فيه ويجروا عليه الماء . فأخذوا برأيي ، فانطلقنا به ودفناه وأجرينا عليه الماء ، ومعنا سندي فذهب إلى الحكم بن الصلت من الغد ، فبعث إلى ذلك الموضع واستخرجه وحز رأسه وسرح به إلى يوسف بن عمر وأمر بجثته فصلبت بالكناسة هو ونصر بن خزيمة بن معاوية بن إسحاق الأنصاري . وكان ممن بايع زيدا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ومنصور بن المعتمر ، وهلال بن خباب بن الأرت وكان قاضي المدينة ، ودعا أبا حنيفة فأجابه وكان مريضا ، وكان رسوله إليه زياد بن المنذر والفضيل بن الزبير ، وأنفذ أبو حنيفة إليه ثلاثين ألف درهم وقال : استعن بها على حرب عدوك ، وحث الناس على الخروج معه ، وقال : إن شفيت لأخرجن معه . وقد روى أبو حنيفة عن زيد بن علي شيئا كثيرا . وبايعه ابن شبرمة ، ومسعر بن كرام ، والأعمش ، والحسن بن عمارة ، وأبو حصين ، وقيس بن الربيع ، وسلمة بن كهيل ، وهاشم بن البرير ، والحجاج بن دينار ، وهارون بن سعد . وحضر معه من أهل الوقعة : محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن النفس الزكية ، وعبد الله بن علي بن الحسين وأمه أم عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وابنه يحيى بن زيد ، والعباس بن ربيعة من بني عبد المطلب ، فخرج محمد بن عبد الله وعبد الله بن علي . وقال زيد بن المعدل : قتل زيد وهو ابن اثنتين وأربعين سنة . وقيل : سبعة وأربعين سنة . وكان زيد أبيض اللون ، أعين ، مقرون الحاجبين ، تام الخلق ، طويل القامة ، كث اللحية قد خالطه الشيب ، عريض الصدر ، أقنى الأنف . وقال سلمة : فبقيت مع يحيى في رهط لا يكون عشرة ، فقلت له : هذا الصبح قد غشيك أين تريد ؟ ومعه الصياد العبدي . قال : أريد النهرين .