responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 509


فإنه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله عز وجل لا يطاع بإكراه ، ولا يعصى بغلبة ، ولا يهمل العباد من الملكة ، ولكنه المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم ، فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن عنهم صادا مثبطا ، وإن ائتمروا بالمعصية فشاء أن يحول بينهم وبين ما ائتمروا به فعل وإن لم يفعل فليس هو جبلهم عليها ولا كلفهم إياها جبرا ، بل تمكينه إياهم وإعذاره إليهم طرقهم ومكنهم ، فجعل لهم السبيل إلى أخذ ما أمرهم وترك ما نهاهم عنه ، ووضع التكليف عن أهل النقصان والزمانة والسلام [1] .
وقيل : لما فرغ علي ( عليه السلام ) من الجمل عرض له مرض وحضرت الجمعة فتأخر عنها وقال لابنه الحسن ( عليهما السلام ) : انطلق يا بني فجمع بالناس .
فأقبل الحسن ( عليه السلام ) إلى المسجد فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : أيها الناس إن الله اختارنا بالنبوة ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا ينقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ، ولتعلمن نبأه بعد حين [2] .
قال محمد بن مسلم : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : كتب إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قوم من أصحابه يعزونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : أما بعد فقد بلغني كتابكم تعزونني بفلانة ، فعند الله احتسبها تسليما بقضائه ، وصبرا على بلائه ، فإن أوجعتنا المصائب [3] ، وفجعتنا النوائب بالأحبة المألوفة التي كانت بنا حفية [4] ، والإخوان المحبين الذين كان يسر بهم الناظرون ، وتقر بهم العيون ، أضحوا قد اخترمتهم [5]



[1] بحار الأنوار : ج 10 ص 136 باب 9 ح 3 نقلا عن كتاب الغدد .
[2] أمالي الطوسي : ج 1 ص 80 - 81 .
[3] فجعته المصيبة : أي أوجعته ، وكذلك التفجع .
[4] الحفاوة : المبالغة في السؤال عن الرجل والعناية في أمره .
[5] اخترمهم الدهر : أي اقتطعهم واستأصلهم .

509

نام کتاب : الدر النظيم نویسنده : يوسف بن حاتم الشامي المشغري العاملي    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست