مذموما مدحورا ، فإن فعلت وإلا فقد أمرتهما أن ينابذاك على سواء ، إن الله لا يهدي كيد الخائنين ، فإن ظفرا بك قطعاك إربا إربا . فلما وصلا إلى الكوفة خلى بينهما وبين الناس ، فخرجت العساكر ولحقت بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) [1] . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لما نزلنا بذي قار مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قلت له : يا أمير المؤمنين ما أقل من يأتيك من أهل الكوفة فما أظن . فقال : والذي بعث محمدا بالحق لتأتيني منهم ستة آلاف وخمسمائة وستون رجلا لا يزيدون ولا ينقصون رجلا . قال : فدخلني من ذلك شك شديد وعظم علي . فقلت في نفسي : والله لئن قدموا لأعدنهم . فلما وردوا قعدت على الجسر لاعتبار ما قاله علي ( عليه السلام ) ، فوجدتهم كما قال ستة آلاف وخمسمائة وستين رجلا لا يزيدون ولا ينقصون ، فعجبت من ذلك وذكرته لعلي ( عليه السلام ) ، وسألته من أين علم ذلك ؟ فذكر أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخبره بذلك [2] . وأكثر علي ( عليه السلام ) مراسلة طلحة والزبير وعائشة مرارا كثيرة ويدعوهم إلى التوبة ويأمرهم بالرجوع إلى الطاعة . وتكلم الزبير بكلام يدل على أنه ينصرف عن القتال ، فأنكره عليه ابنه عبد الله ، وقال له كلاما معناه : قد جبنت لما رأيت رايات علي وهبت سيوف بني عبد المطلب . فحمل الزبير فرسه على العسكر مرارا ليعلم الناس أنه ليس بجبان ثم انصرف ، فقتله عمر بن جرموز بوادي السباع ، وإنما انصرف لأن عليا ( عليه السلام ) ذكره بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال له : إنك تقاتله وأنت ظالم ، فاعترف الزبير بذلك وذكر أنه نسي . ولما تصاف الناس للقتال يوم الجمل قام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) إلى أبيه فقال : يا أمير المؤمنين أتأمرني أن أسل سيفي وأفوق سهمي وأطعن برمحي في أعراض القوم .
[1] مصنفات الشيخ المفيد : ج 1 ص 243 . [2] الجمل : 157 .