نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 170
ويحفظه من الحذف والإستئصال ، ليكون حجَّةً على العباد ، وشاهداً على تمام النعمة ، وإكمال الدين ، والمبالغة في البيان . فلا توجد أيّة مصلحة لهم في نقل الحديث ، بل توجد دواعٍ عديدة لإقصائه عن هذه المصادر ، وإبعاده عنها ، لأنَّه يعدّ إدانةً سافرة لأصل البناء الذي ساروا عليه ، وانتهجوا نهجه ، وهو يؤدّي بصورة حتميّة إلى انهيار بناء ( مدرسة الصَّحابة ) من الأساس . قال ( رضي الدين بن طاوس ) في ( ربيع الشيعة ) : ( وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت أحاديث النص على عدد الأئمة الاثني عشر ( عَلَيهمُ السَّلامُ ) كما نقلته الشيعة الإماميَّة ، ولم تنكر ما تضمَّنه الخبر ، فهو أدلّ دليل على أنَّ الله تعالى سخَّرهم لروايته ، إقامةً لحجّته ، واعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة ، والخارج عن الأمور المعتادة ، لا يقدر عليه إلاّ الله سبحانه الذي يذلّل الصعب ، ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير ، وهو على كلّ شيء قدير ) [1] . وقال الشيخ ( جعفر كاشف الغطاء ) حول هذه الروايات : ( ولعمري ، إنَّ هذه الأخبار إن لم تكن من المتواترة على كثرتها ، وكثرة رواتها ، وكثرة الكتب التي نقلت فيها ، لم يكن متواتر أصلاً . ثمَّ إن لم تكن متواترة فهي من المحفوفة بالقرائن ، وإنَّما حفَّت بلطف الله ، وكان مقتضى الحال إخفاؤها ، لإخلالها بدينهم
[1] التستري الشهيد ، نور الله ، الصوارم المخرقة ، تصحيح : جلال الدين المحدّث ، ص : 93 . وقال ( محمد طاهر القمّي الشيرازي ) : ( ولا يخفى أنَّ هذه الرواية رواها العامّة في صحاحهم بعدّة طرق ، وعدّوها من الصحاح ، تسخيراً من الله سبحانه مع بغضهم وعداوتهم للإماميّة الاثني عشريّة ) ، الأربعين لمحمد طاهر القمّي الشيرازي ، ص : 35 .
170
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 170