responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري    جلد : 1  صفحه : 192


ثانياً : السياسات الظالمة المنحرفة التي تقلَّدت الحكم الإسلامي إنَّ هناك حقيقة ساطعة تطالعنا بادئ ذي بدئ عند محاولة الإجابة على السؤال المطروح ضمن هذا الفصل : لماذا غابت أسماء ( الخلفاء الاثني عشر ) في ( صحاح ) ( مدرسة الصَّحابة ) . . تلك الحقيقة تحسم لنا الأمر ، وتنطلق نحو الجذور ، لتضع النقاط على الحروف ، وتزيل ما يمكن أن يعتري الموضوع من غموض وإبهام .
تتمثل تلك الحقيقة بأنَّ ( الخلفاء الاثني عشر ) بأجمعهم قد ناهضوا الحكومات الجائرة ، وأمراء الضلال ، ووقفو بتحدٍّ وشموخ في وجوههم ، على مستوى التنظير والممارسة معاً .
فمن الناحية النظرية نرى أن هناك ثروة كبيرة من الأحاديث التي خلفها لنا ( الخلفاء الإثنا عشر ) تندِّد بكل حكم يخرج عن حدود التشريع الإلهي ، أو ينصب العداء له ، ويعلن المنازلة معه ، وتبيّن تفاصيل هذه المواجهة ، ومعالمها ، وحدودها ، وشرائطها .
كما أن نرى في نفس الوقت أن السلوك الاجتماعي لهؤلاء ( الخلفاء الاثني عشر ) كان يجسد هذا الأمر في منتهى الوضوح ، ويبرز هذه الأهداف في غاية الدقة ، وكان لعظيم العطاء وألوان التضحيات التي مر بها هؤلاء الخلفاء في سبيل إعلاء كلمة الله ، وإقامة شرائعه ، ودحض حكومات الضلال ، والجور ، والطغيان ، ببذل الغالي والنفيس الأثر الكبير في إرساء دعائم الدين ، وبقاء جذوته متألقة ومتجددة ، على مر الأزمنة والعصور .
بينما نلاحظ في المقابل أنَّ أساس بناء ( مدرسة الصَّحابة ) يقوم على مداهنة الحكّام والسلاطين ، والسمع والطاعة لكلّ إمام ، برّاً كان أو فاجراً ، وقد حشدت ( الصحاح ) وكتب الحديث المتبرة الأخرى بألوان الروايات التي تصبّ في هذا الاتجاه ، وتحاول تكريسه في ذهنية المسلمين ، وهو مما لا شكَّ فيه من صنيعة نفس هؤلاء الحكّام

192

نام کتاب : الخلفاء الإثنا عشر نویسنده : الشيخ جعفر الباقري    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست