ومن خصائصها الرائعة أنّها بُشّرت بقوله تعالى : ( فبشّرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) [1] ، فبعد مضي خمس وسبعون سنة من عمرها الشريف ووهن قواها واندكاك أعضاءها ، بعث الله إليها الملائكة الكرام يبشّرونها بمولود من مثل إسحاق ، وجعل من ذرّيّته أنبياء . وكانت ولادتها غير متوقّعة - عادة - لذا قالت ( أألدُ وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ) ؟ ! ولكنّها الدعوة المستجابة تماماً ، كما وهب يحيى ( عليه السلام ) بتلك الموهبة الكبرى . وقد ذكرها الله عزّ وجلّ وذكر ضيافتها ومحبّتها للضيوف واتّباعها لإبراهيم أبي الأضياف ، فقال تعالى : ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) [2] . وخاطبها جبرئيل والملائكة الكرام ، واعتنى بها قاضي الحاجات عناية خاصة يطول شرحها . منها على سبيل المثال : أنّ إبراهيم ( عليه السلام ) كان له يوماً ضيف ، ولم يكن عنده ما يمون ضيفه فقال في نفسه : أقوم إلى سقفي فأستخرج من جذوعه فأبيعه من النجّار فيعمل صنماً ؟ ! فلم يفعل ، وخرج ومعه إزار إلى موضع وصلّى ركعتين ، فلمّا فرغ ولم يجد الإزار علم أنّ الله هيّأ أسبابه ، فلمّا دخل داره رأى سارة تطبخ شيئاً فقال لها : أنّى لك هذا ؟ قالت : هذا الذي بعثته على يد الرجل ، وكان الله سبحانه أمر جبرئيل أن يأخذ الرمل الذي كان في الموضع الذي صلّى فيه إبراهيم ويجعله في إزاره والحجارة الملقاة هناك أيضاً ، ففعل جبرئيل ذلك وقد جعل الله الرمل جاورساً مقشراً - وفي رواية ذرة -