responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 530


فالمراد ب‌ « من دونه » الأنبياء فرداً فرداً ، أي لمن يكن فيهم كفء لفاطمة الزهراء ، لا من حيث نسبها الفخيم ولا حسبها العظيم ، إذ لم فيهم من كان له أب كأب فاطمة ، ولا ارتباط وعلقة بالحقيقة المحمّديّة مثل الصدّيقة ، وأنّى يحصل لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) زوجاً كعليّ في قرابته ورحمه الماسّة ، وهو نفس النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأولى بالمؤمنين من أنفسهم .
فكما كانت عصمة فاطمة دليلاً على عصمة بعلها ، كانت أولويّة النفس القدسيّة العلويّة دليلاً على أولويّة النفس المقدّسة الفاطميّة ، لأنّهما كفوان وفي عالم الأنوار متّحدان .
نعم ، لو نظرنا إلى رتبة التنزّلات الوجوديّة والنزول من العوالم الغيبيّة إلى العوالم الشهوديّة ، فإنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمقام النبوّة ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أفضل من فاطمة ( عليها السلام ) لمقام الولاية والإمامة ، ولكنّ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أقرب إلى رسول الله ، والنقطة الوجوديّة لوجودها أقرب لخطّ النبوة [1] ;



[1] ويلي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بهذا اللحاظ سيّد الشهداء ( عليه السلام ) ، لأنّه مجمع أنوار الأنبياء والأوصياء ، لذا كانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) تخاطب الحسين ( عليه السلام ) وتقول : « أنت شبيه بأبي لست شبيهاً بعليّ » وخطّ الأنبياء يبدأ بآدم وينتهي بالخاتم ، وخطّ الأوصياء يمتدّ من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى شيث وصيّ آدم ( عليه السلام ) ، ولأجل امتداد الزمان وشرف نبوّة آخر الزّمان الذي لا نبيّ بعده ، واتّصال دولته الحقّة بالقيامة الكبرى ، انحصر الأوصياء في أبناء خاتم الرسل وسيّد الأوصياء ، ليبقوا في الدنيا ويحموا الشريعة العظمى ويهدوا الخلق إلى الله ويختموا بالوجود المسعود للحادي عشر من أبناء فاطمة المعصومة ، وهو آخر الأوصياء الاثني عشر . وقد أيّد الله سبحانه كلّ واحد من الأنبياء أولي العزم بهذا العدد من الأوصياء ، وجعل مدّة بقاء كلّ شريعة بمقدار شرف النبوّة ومقامها ، فلمّا وصلت النبوّة إلى الخاتم صار زمانه أكثر ، وكتابه أفضل ، وأمّته خير الأمم ، وأوصياءه هم الحجج الإلهيّة والخلفاء الربانيّين ، وهم أشرف من الأوصياء الماضين لشرف مستخلفهم ، فقد كانوا الأوائل وجاءوا في الآخر ، وصاروا مظاهر لكمالات أنبياء السلف ومجالي لملكاتهم . ( من المتن )

530

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست