ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين . . فصلّى ليلته تلك هو والفواطم . . . يصلّون لله ليلتهم ويذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم . . . وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : ( الذين يذكرون الله قياما ً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض ربّنا ما خلقت هذا باطلاً ) إلى قوله : ( فاستجاب لهم ربّهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) [1] الذَّكَر عليّ ( عليه السلام ) والأُنثى فاطمة ( بعضُكم من بعض ) يقول : عليّ من فاطمة ، وفاطمة من عليّ . ( فالذين هاجروا وأُخرجوا من ديارهم وأُوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتِلوا لأُكفّرنّ عنهم سيّئاتهم ولأُدخلنّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار ثواباً مِن عند الله والله عنده حُسن الثواب ) [2] . وتلا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( ومِن الناس مَن يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) [3] . نزلت في عليّ ليلة المبيت ، وقال له : يا علي أنت أوّل هذه الأمّة إيماناً بالله ورسوله ، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهداً برسوله ، لا يحبّك - والذي نفسي بيده - إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يبغضك إلاّ منافق أو كافر [4] . ثمّ آخى بين المهاجرين واختار أمير المؤمنين أخاً لنفسه ، ولطالما كان يشكره ويثني عليه ويعتذر إليه ممّا يلقاه من أذى ويتحمّله من مشاق .
[1] آل عمران : 191 - 195 . [2] آل عمران : 195 . [3] البقرة : 207 . [4] انظر البحار 19 / 65 وما بعدها .