responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 295


اختيار للخيار : مختصر في معنى الخير والشرّ إنّ غرضي الأساسي هو إظهار وإثبات فضل المخدّرة الكبرى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، وقد بلغ بنا الكلام إلى فطام فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) عن الشرور ، لذا أحببت أن أطّلع القرّاء عمّا يدور في خلدي حول معنى الخير والشرّ ، فأقول بإيجاز :
إنّ إجراء الخير والشرّ منحصر في يد القدرة الإلهيّة ، بل إنّ الله تبارك وتعالى هو خالق الخير والشرّ كما في رواية الكافي عن معاوية بن وهب عن الصادق ( عليه السلام ) :
إنّ ممّا أوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) . . . : « إنّي أنا الله خلقتُ الخَلق وخلقت الخير وأجريته على يَدَي مَن أُحبّ ، فطوبى لمن أجريتهُ على يديه ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا خلقت الخلق وخلقت الشرَّ وأجريتُه على يَدَي مَن أُريده ، فويل لمن أجريته على يديه » [1] .
قال بعض المحققين : إنّ هذا الحديث يعارض قوله « والخير في يديك والشرّ ليس إليك » ، فلا بدّ أن يقال : إنّ معنى الخير والشرّ مقدّر بالتقديرات الإلهيّة ، أو أنّ الخير والشرّ هي الجنّة والنّار والمراد من إجراء الخير والشر إقبال التوفيق وإدباره المستتبع للغفران والخسران .
وقالوا أيضاً : إنّ الخير ذاتيّ والشرّ عرضيّ ، وتركيب العالم قائم على الخير والشرّ حسب ما تقتضيه الحكمة ، فكلّ قهر تقابله رحمة ، وكلّ شرّ يقابله خير ، إلاّ أنّ مراتب الخير والشرّ متفاوتة ، فخلق النّار - إذن - خير وشرّها نادر ، ولأنّ في خلقها مصالح وحكم ، وأمّا شرّها فلا ينسب إلى الحق جلّ وعلا ( ما أصابك من



[1] أصول الكافي 1 / 154 كتاب التوحيد باب الخير والشر ح 1 .

295

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست