responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 228


قال تعالى : ( قد أفلح من زكّاها ) [1] أي تزكية النفس .
ولكنّ التزكية على قسمين :
الأوّل : من جانب الحقّ تعالى .
والثاني : من جانب الخلق .
أمّا الأوّل : فهو هبة وقذف وخلق وفطرة ( فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها ) [2] وهو معنى الطاهر .
وأمّا الثاني : فهو سعي واجتهاد وكسب ، أي أنّ الملكة الإلهيّة والقوّة العقليّة تتغلّب مع وجود الملكات المتضادّة والقوى الأخرى المنازعة - فتقهر القوى بالأعمال الصالحة والأفعال القويّة القاهرة ، فهو تصدّ لتنمية قوى الخير وتقويتها بالمثابرة والاجتهاد .
قال علماء الأخلاق : إنّ النّفس تحتاج إلى التزكية من الأهواء الفاسدة والميولات الكاسدة كما تحتاج الأرض المزروعة إلى التطهير من الحشائش والأوغال لتصفو التربة للبذرة ، وكما تحتاج الحنطة إلى التصفية والغربلة لتنقى من القش .
والتزكية بمعنى إظهار الأفعال الصالحة ، والإقبال على الطاعات المفروضة لا تنافي الطهارة الأصليّة ، بل هي ثمرة لذلك ، أي أنّ كلّ من جاء بالطهارة الذاتيّة لا بدّ أن يكون موصوفاً بالتزكيّة ولا بدّ أن تظهر منه هذه الآثار .
والفرق الآخر بين الطاهرة والزكيّة : أنّ العصمة الكبرى ولدت طاهرة من



[1] الشمس : 9 .
[2] الروم : 30 .

228

نام کتاب : الخصائص الفاطمية نویسنده : الشيخ محمد باقر الكجوري    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست