يلازم الصدّيقة الكبرى ، فكيف يمكن - والحال هذه - أن تكون مدنسة بالدنس والأرجاس ؟ ! ومن كان مع الله كان بعيداً عن التدنّس بما سواه . وأُشهد الله أنّ فاطمة طاهرة من الكدورات العنصريّة والرعونات البشريّة ، منزّهة مقدّسة ، وجوهرها الذاتيّ وقلبها الملكوتيّ أقوى من كلّ الذوات المقدّسة ، وقلبها المبارك أصفى من كلّ القلوب الصافية . « وبعبارة أخرى : طاب ما طهر منها ، وطهر ما طاب منها من العلل والعادات على حسب الفطرة الأُولى وعن الأقذار والأدناس والغواشي » . تبيّن لنا : أوّلاً : يقال للمرأة طاهر وطاهرة ، والطهارة تعمّ الطهارة من الأدناس الظاهرة والباطنة ، وهي آكد في الاستعمال . ثانياً : هذا اللقب يختصّ بالمرأة التي تكون أفضل نساء زمانها وأعلاهنّ شأناً والتي تنقطع عنهنّ قداسة وزهداً وعلماً وفضلاً وحسباً ونسباً وأصالة ونُبلاً وعصمة وعفّة ، كما عُرفت خديجة المكرمة بهذا اللقب في زمانها واشتهرت بسيّدة قريش .