قصده الخلق وتقدّمهم ; وفي التفسير ( وكلّ شئ أحصيناه في إمام مبين ) [1] قال : هو الكتاب [2] وفي قوله ( وإنّهما لَبإمام مبين ) [3] قال : هو الطريق [4] . والأمام بالفتح هو القدّام . والغالب استعمالها بمعنى « الأصل » يقال : « أمّ الجيش » وهي كما قال الفخر الرازي : الراية العظمى في قلب الجيش وهي ملاذ الجيش وملجأ العسكر [5] . قال قيس بن الحطيم : عصبنا أمّنا حتّى ابذعرّوا * وصار القوم بعد ألفتهم شلالاً [6] و « أمّ الكتاب » مرّ معناه ، و « أمّ الطريق » : الطريق الأعظم ، و « أمّ الدماغ » - كما في مجمع البيان [7] - المقدّم من كلّ شئ ، والجامع منه يقال له « أمّ الرأس » ، وقيل « أمّ الدماغ » لأنّه مجمع الحواس والمشاعر ، ويقال للأرض « أمّ » لأنّها أصل الإنسان منها خرج وإليها يعود ، قال تعالى جلّ شأنه : ( ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً ) [8] . وقال أميّة بن الصلت : فالأرض معقلنا وكانت أمّنا * فيها مقابرنا وفيها نولد [9]
[1] يس : 12 . [2] تفسير الصافي 4 / 247 . [3] الحجر : 79 . [4] تفسير الصافي 3 / 119 . [5] التفسير الكبير 1 / 175 . [6] الهامش السابق . [7] مجمع البيان 1 / 47 . [8] المرسلات : 25 - 26 . [9] تفسير أبي الفتوح الرازي 1 / 19 .