أنّها من قبيل « زيد عدل » فهي عين العلم ، يتفجّر العلم من جوانبها من رأسها حتّى قدميها ، كما ورد في وصف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث ضرار « يتفجّر العلم من جوانبه » [1] ، وقال ( عليه السلام ) في الخطبة الشقشقيّة : « ينحدر عنّي السيل ولا يرقى إليّ الطير » [2] إشارة إلى الإحاطة الكليّة بتمام العلوم - وسيأتي شرح معنى كلمة « أُم » في الكلام عن « أُمّ أبيها » إن شاء الله - . وقد ذكر صاحب كتاب « جنّات الخلود » هذه الكنية ضمن كناها ( عليها السلام ) . ويكفي في هذا المقام ذكر حديث « عيون المعجزات » وفيه أنّها قالت ( عليها السلام ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ولو أردت حدّثتك عن علوم الأوّلين والآخرين » [3] . . . الخ . أُمّ الفضائل ومنها : ما ورد في الكتاب المذكور [4] أنّها كنّيت ب « أُمّ الفضائل » وهي أعمّ من الكنية السابقة ، حيث أنّ العلم والمعرفة أحد الفضائل النفسانية لفاطمة الطاهرة المرضيّة . وأمّا فضائلها وفواضلها الأخرى فلا يحصيها مُحص ولا يعدّها عادّ . والفضائل جمع فضيلة وضدّها النقيصة [5] ، وقال تعالى : ( وفضّل الله
[1] ينابيع المودة 2 / 188 ح 548 باب 56 عن ذخائر العقبى : 100 . [2] نهج البلاغة 48 خ 3 . [3] سيأتي الحديث مفصّلاً إن شاء الله . [4] يعني كتاب « جنّات الخلود » . [5] قال الفيروزآبادي في القاموس « مادة الفضل » : الفضل ضد النقص . . . والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل .