responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 466


وعجبت من بذلك العهد ، وولايته لي بعدك ، كأنك تظن أنه لم يبلغني ما فعلته بالرضا ! ففي أي شيء ظننت أني أرغب من ذلك ؟ ! .
أفي الملك الذي قد غرتك نضرته وحلاوته ؟ ! . فوالله ، لأن أقذف - وأنا حي - في نار تتأجج أحب إلي من أن ألي أمراً بين المسلمين ، أو أشرب شربة من غير حلها ، مع عطش شديد قاتل . .
أم في العنب المسموم ، الذي قتلت به الرضا ؟ ! .
أم ظننت أن الاستتار قد أملني ، وضاق به صدري ؟ ! . فوالله ، إني لذلك ، ولقد مللت الحياة ، وأبغضت الدنيا ، ولو وسعني في ديني أن أضع يدي في يدك ، حتى تبلغ من قبلي مرادك . لفعلت ذلك ، ولكن الله قد حظر علي المخاطرة بدمي . وليتك قدرت علي ، من غير أن أبذل نفسي لك . فتقتلني ، ولقيت الله عز وجل بدمي ، ولقيته قتيلاً مظلوماً ، فاسترحت من هذه الدنيا .
واعلم : أني رجل طالب النجاة لنفسي ، واجتهدت فيما يرضي الله عز وجل عني ، وفي عمل أتقرب به إليه ، فلم أجد رأيا يهدي إلى شيء من ذلك . فرجعت إلى القرآن . الذي فيه الهدى والشفاء ، فتصفحته سورة سورة ، وآية آية ، فلم أجد شيئاً أزلف للمرء عند ربه ، من الشهادة في طلب مرضاته .
ثم تتبعته ثانية ، أتأمل الجهاد أيه أفضل ، ولأي صنف ، فوجدته جل وعلا يقول : ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ، وليجدوا فيكم غلظة ) فطلبت أي الكفار أضر على الإسلام . وأقرب من موضعي ، فلم أجد أضر على الإسلام منك ، لأن الكفار أظهروا كفرهم ، فاستبصر الناس في أمرهم ، وعرفوهم فخافوهم . وأنت ختلت المسلمين بالإسلام ، وأسررت الكفر ، فقتلت بالظنة ، وعاقبت بالتهمة ، وأخذت مال الله من غير حله ، فأنفقته في غير حله ، وشربت الخمر المحرمة صراحاً ،

466

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست