responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 410


أفهل يمكن أن يسمح أحد لنفسه أن يصدق بأن شخصاً عاقلاً ، وحكيماً ، كالإمام ( عليه السلام ) ، يسمح لنفسه بالإقدام على الانتحار من كثرة الأكل ؟ ! .
وهل عرف عن الإمام في سابق عهده : أنه كان أكولاً ، أو نهماً إلى هذا الحد ؟ ! ، أي إلى حد أنه ينتهي به ذلك إلى قتل نفسه ؟ ! .
أم أن الزهد والتقوى والعلم ، فضلاً عن العقل والحكمة . تقضي وتحتم عليه أن يأكل هذا المقدار الهائل ، الذي من شأنه أن يودي بحياته ؟ ! .
أم أن الإمام ( عليه السلام ) قد نسي ما كتبه في رسالته الذهبية ، التي كتبها للمأمون ، والتي هي من أشهر وأجل الوثائق المأثورة عنه ؟ ! .
أم أنه ( عليه السلام ) لم يكن قد رأى العنب في حياته ، فأراد أن يغتنم هذه الفرصة الذهبية ، لينال أكبر قدر تصل إليه يده ؟ ! .
لا . . لا هذا ، ولا ذاك . ولا ذلك . وإنما العصبية المذهبية ، والهوى الأعمى . . هما اللذان فرضا على الإمام ( عليه السلام ) أن يأكل العنب ، ويكثر منه ، ويموت هذه الميتة . . حتى ولو لم يقبل بها العقل ، ويصدق بها الوجدان . .
إن الإمام ( عليه السلام ) لو كان هو الحاكم ، والمتسلط لم يمت هذه الميتة ، بل كان مات على حسب ما اشتهى ، وبالكيفية التي أراد . .
دعك من هؤلاء وأمثالهم ، فإنني لا أرى : أن كلاماً كهذا يستحق من العناية أكثر من ذلك . . بل لا رأى أنه يستحق شيئاً من العناية على الإطلاق . .
دعك منه . . وذره لأهله في سنبله ! .
وتعال معي لننظر إلى ما يقوله الآخرون ، ممن أرخوا للأمة ، وتحدثوا عن ماضيها ، فقد نجد في كلامهم ما ينقع الغلة ، ويشفي الغليل . .

410

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست