responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 369


ويؤثر عليهم بما حباه الله من الفضائل والكمالات الأخلاقية ، وبما آتاه الله من العلم والحكمة ، والورع والتقوى ، الذي سار ذكره في الآفاق ، حتى لا يكاد يجهله أحد . . وإذا كان أهل نيشابور ، بل وحتى أهل مرو ، معقل العباسيين والمأمون ، قد كان منهم تجاه الإمام ما لا يجهله أحد . حتى إنهم كانوا بين صارخ ، وباك ومتمرغ في التراب إلخ . . وحتى لقد خاف المأمون وأشياعه على دمائهم - إذا كان هؤلاء هكذا - فكيف ترى سوف تكون حالة أهل الكوفة وقم ، معقلي العلويين ، والمحبين لأهل البيت ، والمتفانين فيهم ، لو أنهم رأوا الإمام ( عليه السلام ) بينهم ، وبالقرب منهم . .
يقول الراوندي في ذلك : " إن المأمون أمر رجاء بن أبي الضحاك : أن لا يمر بالإمام عن طريق الكوفة ، لئلا يفتتن به أهلها . . " [1] ! .
والمأمون لا يريد أن يفتتن الناس بالإمام ، وإنما الذي يريده هو عكس ذلك تماماً . . إنه يريد أن يضع من الإمام لا أن يرفع .
أما أهل البصرة : فعثمانية ، يدينون بالكف ، ويقولون : كن عبد الله المقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل . . بل لقد كانت البصرة معقلاً مهما للعباسيين ، الذين حرق دورهم زيد النار ، ابن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، كما قدمنا ، ولهذا نلاحظ : أن دور البصريين في التشيع لم يكن يضارع دور غيرهم ، لا روائياً ، ولا كلامياً . .
وأما ما ربما يحتمله البعض : من أن المأمون كان يأمل أن يخرج من البصرة ، أو غيرها من يخلصه من الإمام ( عليه السلام ) نهائياً . . فلا أرى أنه يتفق مع أهداف وأغراض المأمون ، التي كان يرمي إليها من وراء لعبته تلك . .



[1] الخرائج والجرائح ، طبعة حجرية ص 236 .

369

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست