responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 367


بل لقد ورد : أن المأمون قد كتب إلى الرضا نفسه ، يقول له : " لا تأخذ على طريق الجبل وقم . وخذ على طريق البصرة ، فالأهواز ، ففارس . . " [1] .
وسر ذلك واضح ، فإن أهل الكوفة ، وقم ، كانوا معروفين بالتشيع للعلويين [2] وأهل البيت ، ومرور الإمام ( عليه السلام ) من هذين البلدين ، وخصوصاً الكوفة ، التي كانت تعتبر من المراكز الحساسة جداً في الدولة . . سوف



[1] أصول الكافي ج 1 ص 489 ، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 149 و 180 ، وشرح ميمية أبي فراس ص 165 ، ومعادن الحكمة ص 180 ، وإثبات الوصية للمسعودي ص 204 ، ومسند الإمام الرضا ج 1 ص 73 ، والبحار ج 49 ص 134 .
[2] تشيع أهل الكوفة وقم أشهر من أن يحتاج إلى بيان ، أو إقامة برهان . . لكننا نورد - مع ذلك - بعض الشواهد ، تبصرة للقارئ ، فنقول : أما الكوفة : فقد تقدم قول محمد بن علي العباسي أنها وسوادها شيعة علي وولده . . وفي الطبري ، وابن الأثير ، وغيرهما تجد قول عبد الله بن علي للمنصور ، عندما استشاره في أمر محمد بن عبد الله بن الحسن : " . . ارتحل الساعة حتى تأتي الكوفة ، فاجثم على أكتافهم ، فإنهم شيعة أهل هذا البيت ، وأنصاره الخ " ، وفي قضية وفاة السيد الحميري ، التي ذكرها المرزباني في كتابه أخبار السيد الحميري دلالة واضحة على تشيع الكوفيين ، وانحراف البصريين . . ولأجل ذلك نرى المأمون يستقبل وفدا من أهل الكوفة في منتهى الغلظة والجفاء ، فراجع مروج الذهب ج 3 ص 421 . وفي البداية والنهاية ج 10 ص 93 : أن المنصور قد اعترف بأن لإبراهيم بن عبد الله بن الحسن في الكوفة مئة ألف سيف مغمدة ، وأعرب عن مخاوفه من تشيع أهل الكوفة للعلويين ، وولائهم لهم . . بل إننا لا نستبعد أن يكون بناء المنصور لبغداد هو من أجل أن يبتعد عن الكوفة ، وأهلها ، ويأمن على نفسه ، قال البلاذري في فتوح البلدان ص 405 : " أخذ المنصور أهل الكوفة بحفر خندقها . وألزم كل امرئ للنفقة عليه أربعين درهما . وكان ذاما لهم . لميلهم إلى الطالبيين ، وإرجافهم بالسلطان . . " وقد تقدم أنه عندما ذهب إليهم العباس بن موسى ، أخو الإمام الرضا ( عليه السلام ) يدعوهم للبيعة ، لم يجبه إلا البعض منهم ، وقال له آخرون : " إن كنت تدعو للمأمون ، ثم من بعده لأخيك ، فلا حاجة لنا في دعوتك . وإن كنت تدعو إلى أخيك ، أو بعض أهل بيتك ، أو إلى نفسك أجبناك . . " . وعلى كل حال . . فقد كانت الكوفة مصدرا لثورات كثيرة على الأمويين والعباسيين على حد سواء ، تلك الثورات التي كانت كلها تقريباً بقيادة علوي ، أو داعية إلى علوي . . ولم ينس المأمون بعد ثورة أبي السرايا التي كادت تغير الموازين ، وتقلب مجريات الأحداث . . إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه . وأما تشيع القميين ، فذلك أعرف وأشهر . وقضيتهم مع جبة دعبل التي أهداه إياه الإمام لا يكاد يجهلها أحد . وعندما طلب المأمون من الريان أن يحدث بفضائل علي ( عليه السلام ) ، وأجاب بأنه لا يحسن شيئاً ، قال المأمون : " سبحان الله ! ما أجد أحداً يعينني على هذا الأمر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري " . ولعل تشيع أهل قم هذا هو الذي دفع بالمأمون لأن يوجه إليهم عامله علي بن هشام ، لينكل بهم ، ويحاربهم حتى يهزمهم ، ويدخل البلد ، ويهدم سورها ، ويجعل على أهلها مبلغ سبعة ملايين درهم ، بدلا من مليونين ، وهو ما لم يكن يدفعه أي بلد آخر يضاهي بلدهم في عدد السكان وغير ذلك من المميزات ، فكيف بالسبعة . . ومع أنه كان قد خفض الخراج عن السواد ، وبعد البلدان الأخرى ، فلما سمعوا بذلك طالبوا بتخفيض الخراج عنهم أيضاً ، ففعل ذلك . . وكان تخفيضه عنهم بزيادة المليونين إلى سبعة ، كما قلنا . . راجع في تفصيل ذلك : الطبري ج 11 ص 1093 ، والكامل لابن الأثير ج 5 ص 212 ، وتاريخ ابن خلدون ج 3 ص 255 ، والنجوم الزاهرة ج 2 ص ، 190 وتاريخ التمدن الإسلامي مجلد 1 جزء 2 ص 337 ، وفتوح البلدان للبلاذري ص 440 ، وتجارب الأمم ج 6 ص 460 .

367

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست