نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 329
عندما حاول هذا أن يحصل منه ( عليه السلام ) على اعتراف بأن العباسيين والعلويين سواء بالنسبة لقرباهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك من أجل أن يثبت - بزعمه - أن له ولبني أبيه حقاً في الخلافة . فكانت النتيجة : أن نجح الإمام ( عليه السلام ) في انتزاع اعتراف من المأمون بأن العلويين هم الأقرب . . وتكون النتيجة - على حسب منطق المأمون ، ومنطق أسلافه كما قدمنا - هي : أن العلويين هم الأحق بالخلافة والرياسة ، وأنه هو ، وآباءه غاصبون ، ومعتدون . . فبينما المأمون والرضا ( عليه السلام ) يسيران ، إذ قال المأمون : " . . يا أبا الحسن ، إني فكرت في شيء ، فنتج لي الفكر الصواب فيه : فكرت في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم ، فوجدت الفضيلة فيه واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولا على الهوى والعصبية . فقال له أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إن لهذا الكلام جوابا ، إن شئت ذكرته لك ، وإن شئت أمسكت . . فقال له المأمون : إني لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه . . قال له الرضا ( عليه السلام ) : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، لو أن الله تعالى بعث نبيه محمداً ( صلى الله عليه وآله ) ، فخرج علينا من وراء أكمة من هذه الآكام ، يخطب إليك ابنتك ، كنت مزوجه إياها ؟ . فقال : يا سبحان الله ، وهل أحد يرغب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! . فقال له الرضا ( عليه السلام ) ، أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي ؟ . قال : فسكت المأمون هنيئة ، ثم قال : " أنتم والله ، أمس برسول الله رحماً " [1] .
[1] كنز الفوائد للكراجكي ص 166 ، والفصول المختارة من العيون والمحاسن ص 15 ، 16 ، والبحار ج 49 ص 188 ، ومسند الإمام الرضا ( عليه السلام ) ج 1 ص 100 .
329
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 329