responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 318


لهم سماع كلمة الإمام ( عليه السلام ) ، لانشغالهم مع بعضهم بأحاديث خاصة ، أو لتوجههم لأمور جانبية أخرى ، كما يحدث ذلك كثيراً في مناسبات كهذه . .
نرى الإمام ( عليه السلام ) يتصرف بنحو آخر ، حيث إنه عندما سارت به الناقة ، وفي حين كانت أنظار الناس كلهم . وقلوبهم مشدودة إليها . . نراه يخرج رأسه من العمارية ، فيسترعي ذلك انتباه الناس ، الذين لم يكونوا يترقبون ذلك منه . ثم يملي عليهم - وهم يلتقطون أنفاسهم ، ليستمعوا إلى ما يقول - كلمته الخالدة الأخرى : " بشروطها ، وأنا من شروطها " .
لقد أملى الإمام ( عليه السلام ) كلمته هذه عليهم ، وهو مفارق لهم ، لتبقى الذكرى الغالية ، التي لا بد وأن يبقى لها عميق الأثر في نفوسهم [1] .
لقد أبلغهم ( عليه السلام ) مسألة أساسية أخرى ، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوحيد ، ألا وهي مسألة : " الولاية " .
وهي مسألة بالغة الأهمية ، بالنسبة لأمة تريد أن تحيا الحياة الفضلى ، وتنعم بالعيش الكريم ، إذ ما دامت مسألة القيادة الحكيمة . والعادلة ، والواعية لكل ظروف الحياة . وشؤونها ، ومشاكلها - ما دامت هذه



[1] ويلاحظ : أن هذه الكلمة قد صيغت بنحو لا بد معه من الرجوع إلى الكلمة الأولى ، ومعرفتها . وبعد . . فما أشبه موقفه ( عليه السلام ) هنا بموقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ، حيث إنه ( صلى الله عليه وآله ) كان أيضاً قد أبلغ المسلمين مسألة الولاية ، في ذلك الموقف الحاشد ، وفي المكان الذي لا بد فيه من تفرق الناس عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، وذهاب كل منهم إلى بلده ، ولعل إرجاع المتقدمين ، وحبس المتأخرين يشبهها إخراج الإمام ( عليه السلام ) رأسه من العمارية . . يضاف إلى ذلك : أن موقفه ( صلى الله عليه وآله ) كان آخر مواقفه العامة في حياته إلى آخر ما هنالك من وجوه الشبه بين الواقعتين . ولعلنا نجد تشابهاً بين هذه الواقعة ، وبين قضية إرجاع أبي بكر عن تبليغ آيات سورة براءة ، ثم إرسال علي مكانه . .

318

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست