responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 272


لا يحبون اتهامه به ، كالتشيع ، والحب لآل علي ( عليهم السلام ) ، أو ليبرءوا ساحته من هذه التهمة ، لو فرض وجودها فعلاً . . أو لعل لأنهم لم يكونوا على درجة من الوعي تؤهلهم لإدراك حقيقة ظروف المأمون ، وأهدافه من البيعة . .
هذا . . وقد رأينا : أن العباسيين في بغداد ، بمجرد وصول نبأ البيعة لهم ، يتهمون الفضل بن سهل بتدبيرها [1] . . مع أنهم لم يكونوا قد اطلعوا بعد على حقيقة الأمر وواقع القضية ، وما ذلك إلا لما قلناه ، وليبقوا على علاقاتهم مع المأمون ، وليبقى باب الصلح معه في المستقبل مفتوحاً . وكذلك ليحافظوا على شخصية المأمون ، حتى لا تلصق بها تهمة ، يعلمون هم أكثر من غيرهم - وأهل البيت أدرى بما فيه - ببراءته منها ، ألا وهي تهمة : الحب لعلي ، وآل بيته .
ولعله أيضاً لهذه الأسباب نفسها جعلوا المأمون لعبة في يد الفضل ، وأنه لا يملك معه من الأمر شيئاً ، حتى لقد قالوا عنه : إنه مسجون ومسحور [2] . وإن كان لا شاهد لهذه الدعوى أصلاً إلا البيعة للرضا ( عليه السلام ) ولولاها لكان العكس عندهم هو الصحيح فعلاً . .
جميل . . وجميل جداً . . فلقد أصبح المأمون لعبة بيد الفضل ، وإن كانت جميع الدلائل والشواهد متضافرة على العكس من ذلك . . ولو لم يكن ذلك يكفي لتبرئة المأمون ، فهم على استعداد لاتهامه بعقله ، كما قد حدث ذلك بالفعل ، فذلك عندهم خير من اتهامه بالحب لآل علي والتشيع لهم . .



[1] فقد اتهموا الفضل بذلك بمجرد وصول رسالة الحسن بن سهل إليهم ، يخبرهم فيها بأمر البيعة . راجع : الطبري ج 11 ص 1013 ، طبع ليدن وتجارب الأمم ج 6 ص 436 وغير ذلك من كتب التاريخ .
[2] راجع : البداية والنهاية ج 10 ص 248 ، والطبري ج 11 ، وغير ذلك . .

272

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست