responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 234


أن يقضي على الزيدية ، ويكسر شوكتهم بالبيعة للإمام الرضا ( عليه السلام ) بولاية العهد ، ولهذا نرى أنه قد طبق اللقب ، الذي طالما دعا إليه الزيدية ، واعترف به العباسيون ، بل ودعوا إليه في بدء دعوتهم ودولتهم ، ألا وهو لقب : " الرضا من آل محمد " ، طبقه على علي ابن موسى ( عليه السلام ) ، فسماه : " الرضا من آل محمد " [1] . فأصبحت بذلك حجته قوية على الزيدية ، بل لم يعد لهم حجة أصلاً . وأصبح يستطيع أن ينام قرير العين ، إذ قد أصبح " الرضا من آل محمد " موجوداً ، فالدعوة إلى غيره ستكون لا معنى لها البتة . ولسوف تكون مرفوضة من الناس جملة وتفصيلا . وكان ذلك بطبيعة الحال السبب الرئيسي في إضعاف الزيدية ، وكسر شوكتهم ، وشل حركتهم .
والذي ساهم إلى حد كبير في إضعافهم ، وشل حركتهم ، هو اختياره الإمام ( عليه السلام ) بالذات ، حيث إنه الرجل الذي لا يمكن لأحد كائناً من كان أن ينكر فضله ، وعلمه ، وتقواه ، وسائر صفاته ومزاياه ، التي لم تكن لأحد في زمانه على الإطلاق ، فليس لهم بعد طريق للاعتراض عليه : بأن الذي اختاره لولاية عهده ، والخلافة من بعده ، ليس أهلاً



[1] راجع : الفخري في الآداب السلطانية ، ص 217 ، وضحى الإسلام ج 3 ص 294 ، والبداية والنهاية ج 10 ص 247 ، والطبري ، وابن الأثير ، والقلقشندي وأبو الفرج . والمفيد وكل من تعرض من المؤرخين لولاية العهد . بل لقد صرح نفس المأمون بذلك في وثيقة ولاية العهد ، وهذا يكفي في المقام . . ولقد قال دعبل : < شعر > أيا عجباً منهم يسمونك الرضا * ويلقاك منهم كلحة وغضون < / شعر > وهناك نصوص أخرى مفادها : أنه سمي الرضا ، لرضا أعدائه ، وأوليائه به ، وعزى الشيبي في كتابه : الصلة بين التصوف والتشيع ص 138 : عزا رضا أعدائه به إلى قوة شخصيته ( عليه السلام ) . . أما نحن فنقول : إنه ليس من اليسير أبداً ، أن تنال شخصية رضا كل أحد ، حتى أعدائها . اللهم إلا إذا كان هناك سر إلهي ، اختصت به تلك الشخصية ، دون غيرها من سائر بني الإنسان . .

234

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست