responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 14


البغيض ، حتى في تدوين التاريخ نفسه . وإنه لمما يدمي قلوبنا ، ويملأ نفوسنا أسى وألما ، أن نكون قد فقدنا تاريخنا ، ودفناه تحت ركام من الأنانيات . والعصبيات ، والأطماع الرخيصة ، حتى لم يبق منه سوى الرسوم الشوهاء ، والذكريات الشجية .
ومرة أخرى أقول : إن كل ما لدينا هو - فقط - تاريخ الحكام والسلاطين ، الذين تعاقبوا على كراسي الحكم ، وحتى تاريخ الحكام هذا ، رأيناه مشوهاً ، وممسوخاً ، حيث لم يستطع أن يعكس بأمانة وحيدة الصورة الحقيقية لحياة أولئك الحكام ، وأعمالهم وتصرفاتهم . وما ذلك إلا لأن المؤرخين لم يكونوا أحراراً في كتابتهم للتاريخ ، بل كانوا يؤرخون ويكتبون حسب ما يريده الحكام أنفسهم ، ويخدم مصالحهم .
إما رهبة من هؤلاء الحكام ، أو رغبة ، أو تعصباً لمذهب ، أو لغيره . ومن هنا . . فليس من الغريب جداً أن نرى المؤرخ يعتني بأمور تافهة وحقيرة ، فيسهب القول في وصف مجلس شراب ، أو منادمة ، حتى لا يفوته شيء منه ، أو يختلق ويفتعل أحداثاً لم يكن لها وجود إلا في عالم الخيالات والأوهام ، أو يتكلم عن أشخاص لم يكن لهم شأن يذكر ، بل قد لا يكون لهم وجود أصلاً . . بينما نراه في نفس الوقت يهمل بالكلية شخصيات لها مكانتها ، وخطرها في التاريخ ، أو يحاول تجاهل الدور الذي لعبته فيه . . ويهمل أو يشوه أحداثاً ذات أهمية كبرى .
صدرت من الحاكم نفسه ، أو من غيره . ومن بينها ما كان له دور هام في حياة الأمة ، ومستقبلها ، وأثر كبير في تغيير مسيرة التاريخ ، أو يحيطها - لسبب أو لآخر - بستار من الكتمان ، والإبهام .
ومن تلك الأحداث . .
وفي طليعة تلك الأحداث التي كان نصيبها ذلك : " البيعة للإمام

14

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست