نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 396
ومن جهة أخرى ، فرغم محاولات المأمون للتستر على جريمته النكراء تلك خوفاً من ثورة الرأي العام ضده . . فإنه لم يستطع إخفاء الحقيقة ، وطمس الواقع بل شاع الأمر ، وافتضح المأمون . . بل سيمر معنا أنه هو نفسه قد فضح نفسه . . الحقد الدفين : وأخيراً . . فإن ما أقدم عليه المأمون من الغدر بالإمام ( عليه السلام ) ودس السم له لخير دليل على فشل المأمون في سياسته ، الفضل المزري والمهين . . حتى إنه عندما عجز عن أن ينال من الإمام ( عليه السلام ) حياً أراد أن ينال منه ميتاً ، بدافع من حقده الدفين ، الذي لم يعد يستطيع أن يتحمل مضاعفاته ، فكتب إلى السري عامله على مصر ، يخبره بوفاة الرضا ، ويأمره بغسل المنابر ، التي دعي له عليها ، فغسلت . . كما تقدم . . وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن الحقد كان قد أكل قلبه ، وأعمت البغضاء بصره وبصيرته . . كما أنه يدل على خسة في النفس ، وإسفاف في التفكير ، وشعور بالعجز ، وبالنقص أيضاً . .
396
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 396