responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 385


أخبرني بعجب . سألته ليلة ، وقد بايع له الناس ، فقلت : جعلت فداك ، أرى لك أن تمضي إلى العراق ، وأكون خليفتك بخراسان ، فتبسم ، ثم قال : لا . . لعمري . . " إلى أن يقول المأمون : " فجهدت الجهد كله ، وأطمعته في الخلافة ، وما سواها ، فما أطمعني في نفسه . . " [1] .
ولماذا هذا العرض :
عجيب إذن ! . . هكذا أصبحت الخلافة رخيصة إلى هذا الحد ! الخلافة . التي لم يكن يعدلها عنده في الدنيا شيء ! . الخلافة . . التي قتل من أجلها المئات والألوف ! ، وخرب المدن ودك الحصون ! ! . التي قتل من أجلها أخاه ، ومن معه ، وقواده ، ووزراءه ! . . الخلافة هذه . . أصبحت رخيصة إلى حد أنه يبذلها - حسب منطقه - لرجل غريب ! ، وفي مقابل أي شيء ؟ ! في مقابل أن يذهب إلى العراق ! . ! .
ولقد عرفنا الخلافة التي بذلها ، لكن ما سواها لم نستطع أن نعرفه بالتحديد ! .
ولماذا يجهد الجهد كله ؟ ! ولماذا يبذل الخلافة ؟ ! ولماذا يبذل ما سواها ؟ ! لماذا كل ذلك ؟ ! . أليس هو ذا القوة والسلطان ؟ ! ، فلم لا يجبر الإمام ( عليه السلام ) على ذلك ، كما أجبره على قبول ولاية العهد ؟ ! .
ألم يكن باستطاعته أن يرسله مقيدا مصفدا بالحديد ؟ ! . ولماذا يسمح له بأن يعصيه ويخالف أمره ؟ ! . أفلا يعتبر ذلك جريمة يستحق عليها أقسى العقوبات ، باعتبار أنه يعرض الخليفة والخلافة ، وهيبتهما للخطر ؟ ! .



[1] الغيبة للطوسي ص 48 ، ومناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 337 ، والبحار ج 49 ص 58 و 145 .

385

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست