responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 372


ولكن الجواب على هذا قد اتضح مما قدمناه ، فإن المأمون لم يكن يريد في بادئ الأمر موت الإمام ، ولا كان يستطيع أن يفعل ذلك .
ولو أن ذلك كان قد حدث لوقع المأمون في ورطة ، لها أول وليس لها آخر ، حيث إنه كان بأمس الحاجة إلى حياة الإمام ( عليه السلام ) ، وذلك لما قدمناه من الأسباب والظروف التي كانت تحتم على المأمون أن يلعب لعبته تلك ، التي وإن كانت تنطوي على مخاطرة جريئة ، إلا أنه كان - كما قدمنا - قد رسم الخطة ، وأحكم التدبير للتخلص من الإمام ( عليه السلام ) بمجرد أن يحقق مآربه ، وأهدافه ، بالطريقة التي لا تثير شك أحد ، ولا توجب تهمة أحد ، وقد حدث ذلك بالفعل ، كما سيمر علينا . .
وأما كتمه لفضائل الإمام ( عليه السلام ) :
ومن جملة الأمور التي كانت تدور في فلك خطة المأمون ، التي لخصها بأنه يريد الوضع من الإمام قليلاً قليلا ، حتى يصوره أمام الرعية بصورة من لا يستحق لهذا الأمر - محاولاته كتم فضائل الإمام ( عليه السلام ) ومزاياه عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً . .
وقد تقدم : أنه عندما سأل رجاء بن أبي الضحاك ، الذي تولي إشخاص الرضا ( عليه السلام ) من المدينة إلى مرو ، عن حال الرضا ( عليه السلام ) في الطريق ، فأخبره عما شاهده من عبادته ( عليه السلام ) ، وزهده وتقواه ، وما ظهر له من الدلائل والبراهين ، قال له المأمون : " . . بلى يا ابن أبي الضحاك ، هذا خير أهل الأرض ، وأعلمهم ، وأعبدهم ، فلا تخبر أحداً بما شهدت منه ، لئلا يظهر فضله إلا على لساني . . " ! .
وهكذا : فإن المأمون وإن استطاع أن يمرر الكثير ، إلا أنه لم يكن يجد بداً في كثير من الأحيان من أن يظهر على حقيقته وواقعه . وهذا هو أحد تلك المواقف التي مرت وسيمر معنا بعضها ، والتي اضطر فيها

372

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست