responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 352


6 - لا زهد أكثر من هذا :
إنه مضافاً إلى أن مجرد رفض الإمام كلا عرضي المأمون : الخلافة ، وولاية العهد ، دليل قاطع على زهده فيه . فإن هذه الشروط كان لها عظيم الفائدة ، وجليل الأثر في الإظهار لكل أحد أن الإمام ليس رجل دنيا ، ولا طالب جاه ومقام . وما أراده المأمون من إظهار الإمام على أنه لم يزهد بالدنيا ، وإنما الدنيا هي التي زهدت فيه . . لم يكن إلا هباء اشتدت به الريح في يوم عاصف . . ولم تفلح بعد محاولات المأمون وعمله الدائب ، من أجل تشويه الإمام والنيل من كرامته .
ولقد قدمنا : أن الإمام ( عليه السلام ) قد واجه نفس المأمون بحقيقة نواياه ، وأفهمه أن خداعه لن ينطلي عليه ، ولن تخفى عليه مقاصده ، ولذا فإن من الأفضل والأسلم له أن يكف عن كل مؤامراته ومخططاته . . وإلا فإنه إذا ما أراد إجبار الإمام على التعاون معه ، فلسوف يجد أنه ( عليه السلام ) على استعداد لفضحه ، وكشف حقيقته وواقعه أمام الملأ ، وإفهام الناس السبب الذي من أجله يجهد المأمون ليزج بالإمام ( عليه السلام ) في مجالات لا يرغب ، بل واشترط عليه أن لا يزج فيها - كما فعل في مناسبات عديدة - الأمر الذي لن يكون أبداً في صالح المأمون ، ونظام حكمه . .
ومن هنا رأيناه ( عليه السلام ) يجيب الريان عندما سأله عن سر قبوله بولاية العهد ، وإظهاره الزهد بالدنيا - يجيبه - : ببيان أنه مجبر على هذا الأمر ، ويذكره بالشروط هذه ، التي يعني أنه قد دخل فيه دخول خارج منه ، كما تقدم . .
وهكذا . . وبعد أن كان ( عليه السلام ) سلبياً مع النظام ، وبعد رفضه لكلا عرضي المأمون ، وبعد أن اشترط هذه الشروط للدخول في ولاية العهد ، فليس من السهل على المأمون ، ولا على أي إنسان آخر أن ينسب

352

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست