responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 236


وعلى كل حال ، فإن هذا أسلوب قديم اتبعه العباسيون في دعوتهم الأولى أيضاً ، حيث بايعوا للعلويين ، وأظهروا أن الدعوة لهم وباسمهم . .
ثم كانت النتيجة هي ما يعلمه كل أحد ، حيث انقلبوا عليهم يوسعونهم قتلاً وعسفاً ، وتشريداً عندما خافوهم . فلم يعودوا بحاجة إليهم .
ه‌ - :
أضف إلى ذلك ما تقدم أن المأمون كان يعلم قبل أي شخص آخر بطبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين الأئمة ( عليهم السلام ) ، وبين الزيدية ، حيث إنها كانت على درجة من السوء والتدهور . وكان عدم التفاهم ، والانسجام فيما بينهم واضحاً للعيان . .
حتى لقد شكى الأئمة ( عليهم السلام ) منهم ، وصرحوا : بأن الناس قد نصبوا العداوة لشيعتهم ، أما الزيدية فقد نصبوا العداوة لهم أنفسهم [1] ، وفي الكافي رواية مفادها : إنه ( عليه السلام ) قال إنهم قبل أن يصلوا إلى الحكم كانوا لا يطيعونهم فكيف تكون حالهم معهم لو أنهم وصلوا إلى الحكم وتبوءوا كرسي الرئاسة .



[1] راجع : الوافي للفيض ج 1 ص 143 ، باب : الناصب ومجالسته . هذا . ولا يمنع ذلك ما ورد عنهم ( عليهم السلام ) من أن خروج الزيدية وغيرهم على الحكام يدرؤا به عنهم ، وعن شيعتهم : فقد جاء في السرائر قسم المستطرفات ص 476 أنه : " ذكر بين يدي أبي عبد الله من خرج من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : لا أزال أنا وشيعتي بخير ما خرج الخارجي من آل محمد إلخ . . " وذلك لأن اصطدامهم مع الحكام كان يصرف أنظار الحكام إليهم ، ويفسح المجال أمام أهل البيت وشيعتهم إلى حد ما . ولم يكن هناك مجال لاتهام الأئمة وشيعتهم بالتواطؤ معهم ، مع ما كان يراه الحكام من عدم الانسجام الظاهر بين الأئمة وبين الزيدية ، وغيرهم من الثائرين وسلبية كل فريق منهما تجاه الآخر . . وأخيراً . . فلا بد لنا هنا من الإشارة إلى أن ثورات العلويين ، سواء على الحكم الأموي ، أو الحكم العباسي ، قد ساهمت في أن يبقى حق العلويين في الحكم متحفظاً بقوته وحيويته في ضمير الأمة ، ووجدانها . ولم تؤثر عليه حملات القمع والتضليل ، التي كان الحكم القائم آنذاك يمارسها ضدهم ، وضد هذا الحق الثابت لأهل البيت ( عليهم السلام ) بالنص .

236

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست