نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 132
تجعلهم جديرين بخلافة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهلا لقيادة الأمة ، قيادة صالحة وسليمة ، كما كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقودها من قبل . . وواضح أن تلك الخصائص ، وهاتيك المؤهلات والمميزات لأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وذلك السلوك المثالي لهم - كل ذلك - كان يغري العباسيين بمضايقتهم ، وملاحقتهم أشد الاغراء ، وكان أيضاً يدفع الحساد للوشاية بهم . وتحريض الخلفاء على الايقاع والتنكيل فيهم . ولهذا نرى أن الخلفاء ! لم يكونوا يألون جهداً ، أو يدخرون وسعاً في ملاحقتهم ، واضطهادهم ، وسجنهم . حتى إذا تمكنوا منهم قضوا عليهم ، بالوسائل التي تضمن - بنظرهم - عدم إثارة شكوك الناس وظنونهم . التشيع للعلويين : وبعد كل الذي قدمناه ، فإن من الطبيعي أن نرى العلويين يتمتعون بالاحترام والتقدير من مختلف الفئات والطبقات ، وأن نرى ازدياد احترام الناس ، وتقديرهم لهم باستمرار . . حتى لقد كان لهم في نفوسهم من عميق الحب ، وصادق المودة ، ما أرهب العباسيين ، وأرعبهم . وحتى لقد رأينا الرشيد نفسه - وهو طاغية بني العباس بلا منازع - يشكو لعظيم البرامكة ، يحيى بن خالد غمه وحيرته في أمر الإمام موسى ( عليه السلام ) ، رغم أنه ( عليه السلام ) كان في السجن . ونرى يحيى بن خالد يعترف بدوره بأن : الإمام " المسجون " قد أفسد عليهم قلوب شيعتهم ! ! [1] ولا يجب أن نستغرب شكوى الرشيد تلك . ولا اعتراف يحيى هذا بعد أن التشيع يجد سبيله إلى كل قلب ، وكل فؤاد ، حتى