نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 62
وهكذا . . فإن الزهراء البتول صلوات الله وسلامه عليها ، وهي المرأة المعصومة بحكم آية التطهير وغيرها ، والتي لم تكن لِتُصدر ، ولا لِتوردَ إلاَّ وفق الشرع الإسلامي الحنيف ، قد استشهدت بالحسنين الزكيين ( عليهما السلام ) بمرأى ، وبمسمع ، وبتأييد ورضى من سيد الوصيين ، أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . . فلقد رأيا فيهما الأهلية لأداء الشهادة في مناسبة كهذه ، مع أنهما كانا آنئذٍ لا يتجاوز عمرهما السبع سنوات ، فإعطاؤهما دوراً بارزاً في قضية مصيرية وخطيرة كهذه ، لم يكن أمراً عفوياً ، ولا منفصلاً عن الضوابط التي تنظم مواقف أهل البيت عليهم الصلاة والسلام . . . وإنما كان امتداداً لمواقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) منهما ، في مجال إعدادهما ، ووضعهما في مكانهما الطبيعي على المستوى القيادي للأمة . هذا . . ولا يجب أن نقلل من أهمية هذه القضية . . على اعتبار أنها ترتبط بحق مالي ، وليست - كالبيعة - عقداً يشترط فيه البلوغ ، مع ملاحظة : أن سنهما حين الشهادة كان يفوق ما كان لهما من السن حين البيعة [1] . . لا . . يجب أن نتخيل ذلك . . فإن الشهادة يعتبر فيها البلوغ أيضاً ، والعقل . . كما أن سنهما حينئذٍ كان - كما قلنا - لا يصل إلى الثمان سنوات . . أضف إلى ذلك : أن الاستشهاد بالحسنين ، وبعلي ، وبأم أيمن التي شهد لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأنها من أهل الجنة ، إنما كان ، كما يقول السيد هاشم معروف الحسني رضوان الله تعالى عليه :