نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 188
بداً ، وأن يقيل طلحة والزبير بيعتهما ، لأن الغدر ظهر منهما [1] . . وثمة كلمات أخرى منسوبة إليه ( عليه السلام ) تفيد هذا المعنى أيضاً . ورغم تناقض هذا النص نقول إن هذا الكلام مفتعل انتصاراً لطلحة والزبير ، لإظهار أن بيعتهما كانت عن إكراه ، وأن البيعة لعلي لم تكن عن حزم وتشاور . ولكن ألم يكن الإمام الحسن يرى إباء أبيه للبيعة ، وقوله لهم : دعوني والتمسوا غيري ، ثم إصراره الشديد على ذلك ؟ ! . ألم يكن يرى انثيال الناس عليه للبيعة كعرف الضبع حتى لقد وطيء الحسنان ، وشق عطفاه ؟ . ألم يكن يرى سرور الناس ببيعته حتى الأطفال والشيوخ ؟ . كما أن رجالات الإسلام يصرون عليه بالبيعة ، وفي مقدمتهم طلحة والزبير بالذات ن وكلمات الناس آنئذٍ خير شاهد على ما نقول . . ألم يكن يرى : أن العدو الأموي الغاشم يترصد الفرصة لينقض على البقية الباقية ليلتهمها ويقضي عليها ؟ . أما كان يعلم أن وجود الناصر يوجب على العالم القيام بالأمر ؟ . بلى . . لقد كان يرى ذلك كله ويعلمه . . وإن كلماته الخالدة في المناسبات المختلفة ، لتدل على كمال موافقته لسياسة أبيه في البيعة ، والحرب ، وفي كل مواقفه ، وهو يؤكد ذلك قولاً وعملاً ، فهو يستنفر أهل الكوفة إلى الجهاد ، وهو يمعن في الحرب ، حتى يقول أبوه : أملكوا عني هذا الغلام لا يهدني . هذا . . وقد كذبوا على الإمام كذبة أخرى ، وهي أنه قال لأبيه في الربذة ،
[1] حياة الحسن ( عليه السلام ) للقرشي ج 1 ص 163 / 164 عن الإمامة والسياسة ج 1 ص 49 .
188
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 188