نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 156
الصلاة والسلام خطوة واحدة نحو الفتوحات ، وتوسعة رقعة البلاد الإسلامية ، حتى في أيام خلافته ، بل كان يهتم بتركيز العقيدة ، وتثبيت المنطلقات والمثل الإسلامية الرفيعة والنبيلة ، ونشر الفكر القرآني المحمدي الصافي ، وإعطاء خط الإسلام الصحيح للأمة ، وللمتصدين لإدراة شؤونها على حد سواء . . سواء في نظرتهم ، أو في تعاملهم ومواقفهم ، أو حتى في مجال تربية أنفسهم ، وتهذيبها ، ما وجد إلى ذلك سبيلاً . . وقد نوه بذلك ( عليه السلام ) في خطبة له ، فقال : " وركزت فيكم راية الإيمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام الخ . . " [1] . هذا كله . . عدا عن أنه ( عليه السلام ) كان - أيام خلافته منشغلاً بتصفية الجبهة الداخلية من العناصر الفاسدة ، التي لا تزال تعيش المفاهيم الجاهلية ، وتريد أن تحكم الأمة ، وتتحكم بمقدراتها ، وتستخدمها في سبيل أهدافها اللاإنسانية البغيضة . . 2 - وأمر آخر مهم ، لابد من الإشارة إليه هنا ، وهو : أن الجهاد الابتدائي يحتاج إلى إذن الأمام العادل [2] . . ونحن نرى : أن أئمة الحق كانوا لا يرون في الاشتراك في هذه الحروب مصلحة ، بل لا يرون نفس تلك الحروب خيراً : فقد روي : أن أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال لعبد الملك بن عمرو : " يا عبد الملك ، ما لي لا أراك يخرج إلى هذه المواضع التي يخرج إليها أهل بلادك ؟ قال : قلت : وأين ؟ . قال : حدة ، وعبادان ، والمصيصة ، وقزوين ! . فقلت : انتظاراً لأمركم ، والاقتداء بكم .
[1] نهج البلاغة ، بشرح عبده ج 1 ص 153 . [2] راجع : الوسائل ج 11 ص 32 فصاعداً والكافي ج 5 ص 20 والتهذيب ج 6 ص 134 فصاعداً .
156
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 156