responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 123


الإسلام ، ونبي الإسلام في القضاء عليها ، واستئصالها من الأساس . سياسة لم يكن يرضاها أهل البيت ، وعلى رأسهم أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، بل لقد رفضها ( عليه السلام ) بشدة وحزم ، ورضي بأن يحقد عليه القرشيون ، ويجيشوا الجيوش ، ويثيروا الحروب ، لأنه حرمهم من الامتيازات التي منحهم إياها عمر بن الخطاب ، ومن أهمها امتيازات العطاء هذه [1] .
ولكن هذه السياسة الخاطئة ، فقد ألفتت إلى ناحية ، وكرست أمراً ، لم يكن الخلفاء وأعوانهم قد التفتوا إليه ، ولا كان يروق لهم تكريسه ، أو أنهم قد التفتوا إليه ، ولكنهم لم يمكنهم تحاشيه ، والتخلص منه . . وهو أمر واقعي ، كان لابد من الاحتفاظ به ، والالتفات إليه بنحو ، أو بآخر . . ألا وهو الاعتراف الضمني بل الصريح من الهيئة الحاكمة ، وعلى رأسها عمر بن الخطاب ، الشخصية القوية جداً ، وذات النفوذ العظيم - نعم الاعتراف - بفضائل ومزايا الحسنين الزكيين عليهما الصلاة والسلام ، حيث ألحقهم عمر بن الخطاب بأهل بدر ، تنبيهاً على المكانة الممتازة التي كانا يتحليان بها ، ولم يكن بالإمكان التغاضي عنها ، أو تجاهلها .
بل إننا لنجده " قسم يوماً ، فأعطاهما عشرين ألف درهم ، وأعطى ولده عبد الله ألف درهم ، فعاتبه ولده ، فقال : قد علمت سبقي إلى الاسلام ، وهجرتي ، وأنت تفضل علي هذين الغلامين ؟ ( وهذا يعني : أن ذلك قد كان في أوائل خلافة عمر ) .
فقال : ويحك يا عبد الله ، إئتني بجدٍ مثل جدهما ، وأنا أعطيك مثل عطائهما " [2] .



[1] راجع : ما تقدم حين الكلام حول سياسة التمييز العنصري .
[2] الإمام الحسين للعلايلي هامش ص 309 عن تذكرة الخواص . ويرى المحقق العلامة الأحمدي حفظه الله : أن تعليل عمر هذا لفعله ذاك ، لعله كان يرمي إلى الإشارة إلى أن ما فعله لم يكن إلا لأجل انتسابهما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لا لأجل ما يتحليان به من خصائص ومزايا . ولعله يتعمد صرف الأنظار عن ذلك . وأقول لكننا مع ذلك ، نفهم أنه لم يكن بإمكانه تجاهلهما ، وإن كان يمكن أن يكون هدفه من تعليله ذاك هو ما ذكر .

123

نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الحسن ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست