نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 85
وفيهم المأمون نفسه [1] - ونعتقد - أن يحيى لم يكن يعلم برضاه به ، وموافقته عليه . . وطبيعي : أن الإمام [ عليه السلام ] ، إذا قبل بتلك الكرامات والفضائل ، التي تنسب إليهما ، فإن شيعته وأتباعه لسوف يرتابون بالأمر ، لعلمهم بأن ذلك خلاف ما عرفوه عنه وعن آبائه [ عليهم السلام ] ، وخلاف ما ثبت لديهم في هذا المجال . . ولسوف يوقعه ذلك في تناقض صريح معهم . وإذا أنكر تلك الفضائل وردها ، فإن عامة الناس وأرباب سائر الفرق ، لسوف يثورون ضده ، ولعل ذلك يتم بتحريض من المأمون نفسه ، من وراء الستار ، وقد لا يرضيهم حينئذٍ إبعاده عن موقعه ، الذي ترى السلطة نفسها مضطرة لأن تضعه فيه . . فيطالبون بما هو أشد وأعظم ، وأخطر وأدهى ، ليس بالنسبة لشخص التقي الجواد [ عليه السلام ] وحسب ، وإنما بالنسبة لكل أتباعه ومحبيه في سائر الأقطار والأمصار . . ولكننا نجد الإمام [ عليه السلام ] قد استطاع في إجابته على تلك الأسئلة أن يحتفظ بخطه الصحيح ويعطي رأيه الصائب في الأمور التي طرحت عليه من جهة ، ومن جهة أخرى فقد استطاع أن يسد الطريق أمام ظهور أي تشنج غير مسؤول ، سواء على مستوى العامة من الناس ، أو على مستوى أهل العلم والمعرفة ، الذين يخالفونه في الرأي في هذه المسائل . بالإضافة إلى أنه لم يُبْقِ أي مجال لاستغلال غير مسؤول ، من قبل من كانوا يترصدون الفرصة لذلك . . وعلى رأسهم المأمون العباسي بالذات . .
[1] راجع : الاحتجاج ج 2 ص 245 - 248 والبحار ج 50 ص 80 - 83 .
85
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 85