نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 56
العقائدية الخطيرة بعين الرضا والقبول ، وأن لا تشجع أصحابها ومعتنقيها على نشر فكرهم ، والتبشير بمبادئهم وعقائدهم . . بل ستجد نفسها مندفعة بقوة وحماس نحو مقاومة هذه العقيدة ، ومحاربتها ، ومحاربة معتنقيها ، والدعاة إليها ، بمختلف الوسائل والأساليب التي تقع تحت اختيارها ، وتتمكن من الاستفادة منها ، بشكل أو بآخر . . أما بالنسبة للرمز الذي يمثل هذه العقيدة ، فلسوف لن يهنأ لها عيش ، ولن يقر لها قرار بعد القضاء عليه قضاءً مبرماً ونهائياً ، ومحوه وكل آثاره عن صفحة الوجود ما وجدت إلى ذلك سبيلاً . . وإن فإن النتيجة الطبيعية لذلك هي : إننا إذا رأينا قدراً من الانسجام بين السلطة ، وبين أرباب ذلك الفكر ، ومعتنقي تلك العقيدة ، والمبشرين بها ، ولا سيما إذا كان ذلك على مستوى القمة الشامخة ، التي تتحدى السلطة ، حتى في الأساس والمبرر لوجودها . . فإننا إن لم نستطع أن نكتشف : « أن تلك الطائفة - أو قمتها - تخضع لضغط خانق مباشر ، وتهديد صريح من قبل السلطة . . أو أنها تتعامل مع الحكم انطلاقاً من مبدأ التقية [1] » ، الذي يهدف للحفاظ على المبدأ ، وعلى القدرات المؤهلة لحمايته والدفع عنه - نعم . إن لم نستطع أن نكشف ذلك - فإننا نجد أنفسنا مضطرين لتوجيه اتهام صريح : إما لتلك الطائفة - وحتى على مستوى القمة فيها - بأنها قد قدمت
[1] ما بين القوسين استدراك من المحقق البحاثة الشيخ علي الأحمدي حفظه الله .
56
نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 56