نام کتاب : الحياة السياسية للإمام الجواد ( ع ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي جلد : 1 صفحه : 34
أثر على جمهور الشيعة ، لأنهم كانوا على درجة من المعرفة والوعي ، وعلى بينة من أمرهم ولا سيما فيما يرتبط بموضوع الإمامة وشؤونها . . إلا أنه قد أثر في تلك القلة من الضعفاء ، وغير الواعين ، فراحوا يتخبطون خبط عشواء ، في الليلة المطيرة الظلماء . ومهما يكن من أمر . . فإن ما يفهم من كلام الريان بن الصلت وغيره ، هو أن جمهور الشيعة كانوا ما زالوا يعتقدون : بأن صغر سنه عليه التحية والسلام لم يكن ليؤثر على قدرته على تلقي العلوم والمعارف ، وأن علمه وراثي إلهي ، وفي بعض الروايات : أنه [ عليه السلام ] قد تلقى قسطاً من علومه من أبيه مباشرة رغم صغر سنه [1] . وما يمنعه من ذلك . . ما دام أن الله سبحانه هو الذي اصطفاه ، وهو الذي يؤهله لهذا المقام السامي ، وكما استطاع عيسى أن يكون نبياً ، وهو في المهد ، وقد آتاه الله الكتاب ، وآتى الله يحيى بن زكريا الحكم صبياً . . فلماذا لا يؤتي هذه الإمام العظيم القدرة على التعلم من أبيه جميع علوم الإمامة في خلال أربع سنوات ؟ وفي حال صغر سنه ؟ ! 4 - ولم يقتصر الخلاف في هذا المجال على ما تقدم . بل تعداه إلى الخلاف في صلاحياته . ففريق رأى : أنه واجب الطاعة منذ وفاة أبيه ، ويقوم بما يقوم به غيره من الأئمة ، وليس صغر سنه مانعاً من استفتائه في الحوادث ، والائتمام به في الصلاة . . وهؤلاء هم الأكثر ، وهم الذين ثبتت مقالتهم واستمرت . . وقال بعضهم إنه إمام في تلك الحال ، بمعنى أن له الأمر وفيه ، ولا يصلح