نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 46
منتشر ومتوزّع ولا يحتكره أحد أو جهة معيّنة . الردّ على هذه الشبهة : إذا كنتم تقولون : إنّ الحقيقة متفرّقة ، وأنّه لا يحقّ لأحد أن يدّعي أنّه يمتلك الحقيقة لوحده ويحيط بها إحاطة كاملة ، فأنتم بهذا تميلون إلى جمع الحقائق من كلّ الأطراف ، وترفضون أن تتقوقعوا في جزء من الحقيقة عند هذا الشخص أو ذاك ، وعند هذه الجهة أو تلك ، وأنّ الإنسان بطبيعته يسير نحو الكمال المطلق والبحث عن الحقيقة ، والكمال المطلق هو الله تعالى ، قال تعالى : * ( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَانَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الاَسْماءُ الْحُسْنَى ) * [1] ، فكلّ اسم من أسماء الله يمثّل كمالاً من الكمالات الإلهيّة . والحاصل : فما عند القوم هو أنّه إذا ادّعى شخص أنّ الحقيقة كلّها عنده ، فهذا غير صحيح ، بل الصحيح أنّ عنده بعضها وبعضها الآخر عند الآخرين ، فبإدّعائه هذا فإنّه سيلغي وينفي جزء الحقيقة عند الآخرين ، وبهذه الطريقة ستضيع الحقيقة أو سيضيع جزءها الذي عند الآخرين وهم في حذر شديد من ضياع بعض الحقيقة عند هذا الطرف أو ذاك ، وأنّه ينبغي على الإنسان أن يبحث عن الحقيقة عند كّل الأطراف لكي يحصل على صورتها الكاملة . إذن هم يتّجهون للبحث عن الحقيقة بصورة كاملة من حيث يشعرون أو لا يشعرون ، ونحن نتّفق معهم في أنّنا يجب أن نبحث عن الحقيقة بصورة كاملة . ونحن أتباع الطرح الإلهي المقابل للطرح المادي نقول لهم : إنّ بعض الحقيقة التي يمتلكها هذا الشخص أو ذاك ، وهذه الفئة أو تلك ، هذا البعض من الحقيقة غير كاف للوصول إلى الحقيقة بشكل كامل ، والنتيجة هي أنّنا لا بدّ لنا من طريقة تجمع لنا