نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 323
وهل هي ظاهرة للنّاس أم غائبة مخفيّة ؟ فإذا كانت غائبة عن الجهاز الأمني فكيف تدّعي أجهزة الأمن الغربيّة أنّها مسيطرة على الوضع الأمني العالمي ، وإذا كانت مطّلعة عليها ومتمكّنة من اختراق هذه المجموعات فلماذا لا تخترقها وتحاول القضاء عليها ؟ ولا تختصّ هذه المافيا بشأن معيّن ، بل لها شبكات متعدّدة تتدخّل بمختلف الشؤون في الدول الاُخرى ، فهناك مافيا اغتيالات ومافيا إجرام لزعزعة الأمن في الدول الاُخرى ، بل إنّ هنالك مافيا إعلاميّة هدفها إرباك الوضع الأمني عبر إذاعة أو فضائية أو برنامج معيّن يضرب على أوتار حسّاسة . دور الإعلام في تمرير المخطّطات لا شكّ في أنّ للإعلام دور كبير في تمرير المخطّطات ، فقد تسلّط الأضواء على قضيّة معيّنة بهدف الحصول على مكاسب في قضية اُخرى ، فمثلاً هناك ارتباط بين ضرب البنية التحتيّة في العراق عبر مسرحية طاغية العراق والاعتراف بإسرائيل ، ولذلك فهم يسلّطون الأضواء على جانب معيّن من أجل أن يمرّروا مخطّطاتهم الشيطانيّة في جانب آخر ، والضجّة الإعلاميّة هنا قد تخدم أغراضاً معيّنة هناك ، وقد كشف القرآن ذلك كما في قوله تعالى : * ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمن أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) * [1] . فإذاعة الأمر هذا يكون على حساب اُمور اُخرى ، ولقد كان الإعلام في السابق مرتبط بنقل الأخبار التي تؤثّر في وضع النّاس ، وأمّا الإعلام الآن فهو مرتبط بالتاريخ ، وبعلم النفس ، والسياسة ، والأمن ، والجانب المالي ، والجانب الاجتماعي ، ويعمل على إجراء غسيل لأدمغة الشعوب وغيرها ، ولهذا فإنّ الإعلام قد يقوم بعملية تلقين