responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 31


وهو أمرٌ إيجابىٌ إذا كان خاضعاً لضوابط وقوانين تحكمه ، أمّا إذا كان بشكل عشوائي وغير مستند إلى البراهين والأدلّة ، وكان بشكل سائب يكون بلا شكّ أمراً سلبياً مضرّاً بفهم النصّ .
فتعدّد القراءات هو تجاوز القشور في النصّ والغوص في أعماقه كي يستخرج منه المعاني المكنونة في بواطنه .
نعم ، البعض يرمي مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) أنّه مذهبٌ باطني وغنوصي - أي أنّهم يغوصون في أعماق اللفظ للوصول إلى معنىً معيّن - ; لأنّ هؤلاء يرفضون فكرة التأويل جملة وتفصيلاً ، وهذا خطأ . نعم ، لو طالب هؤلاء يإيجاد اُسس وموازين لهذا التأويل لاتّفقنا معهم ، وهؤلاء يقرّون بجدارة المدرسة الهرمونطيقا ، ولكنّهم حين يأتون إلى التأويل يرفضونه ، مع أنّ الأمرين يحملان نفس المعنى ، ولهذا فهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم .
والتأويل مثبت في القرآن الكريم ، قال تعالى : * ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الاَلْبَابِ ) * [1] .
فالغريب أنّ البعض ينفي التأويل بصورة كلّية ، وهذا يتناقض مع الحديث القائل بأنّ القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق [2] ، ورفض التأويل بهذه الطريقة هو تحجيم للنصّ القرآني ، حيث تكون القراءة مقتصرة على الظاهر والقشور .



[1] سورة آل عمران : الآية 7 .
[2] راجع : اُصول الكافي : 2 / 592 ، كتاب فضل القرآن ، الحديث 3461 / 2 . وسائل الشيعة : 6 / 171 ، باب استحباب التفكّر في معاني القرآن ، الحديث 7657 / 3 .

31

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست