الجهاد الابتدائي في النصوص الشرعيّة الجهاد الابتدائي مصطلح فقهي ، ولا يوجد هذا اللفظ في النصوص الشرعيّة . نعم ، بعض الروايات عبّرت عنه بجهاد الدعوة ، وإذا استعرضنا المبرّرات الشرعيّة لهذا الجهاد فلن يكون حرباً عدوانيّة ، بل سيكون جهاد إصلاح وإنماء وإرساء للعدالة .
الجهاد الابتدائي بين الفطرة الإنسانيّة والنظام العالمي لو تساءلنا هل للجهاد الابتدائي ( في المصطلح الفقهي وليس الحقوقي ) أو جهاد الدعوة منشأ في الفطرة الإنسانيّة وفي البحوث العقليّة باعتبار أنّ الشريعة الإسلاميّة توافق الفطرة الإنسانيّة ؟
نعم ، العقل يرجّح نصرة المظلوم ، والوقوف في وجه الظالم ، وعلى الصعيد الدولي نرى أنّ المجتمع الدولي يرفع شعار مكافحة الإرهاب حتّى لو لم يكن ذلك الإرهاب موجّه ضدّ نفس الدولة التي رفعت الشعار .
أمّا في إطار النظام العالمي الموحّد نرى أنّ أمريكا تعطي لنفسها الحقّ في التدخّل في شؤون الدول بعنوان مكافحة الإرهاب أو حقوق الإنسان ، وحتّى البنك الدولي يفرض شروطه ويتدخّل في الشؤون والسياسات الداخلية للبلد الذي يطلب منه قرضا مالياً ، فلا يدعمه ويقرضه إلاّ إذا أذعن لشروطه وضغوطه .
إذن أصل استخدام لغة القوّة لدفع ظاهرة عدوانيّة وإن كانت في بلد آخر أمر موجود عقلاً ومعمول به دولياً ، ومتعارف عليه من قِبل المجتمع الدولي .
وعليه فالكلام كلّ الكلام ليس في استخدام القوّة وإنّما هو في الخلفيّة الحقوقيّة والتبرير الحقوقي لاستخدام القوّة .
ما هو الإرهاب ؟
لا يزال المجتمع الدولي في جدل كبير حول تحديد مفهوم الإرهاب ، وإلى الآن

282