responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 177


أبواه ينصّرانه أو يهوّدانه أو يمجّسانه » [1] ، إذن فالفطرة قد تتلوّث فتصبح فطرة منكوسة ، ولا يمكنها بعد ذلك من القيام بما يلزمها ولا تستطيع أن تعكس الحقائق بوضوح ; لأنّها تصبح كالمرآة التي يغطّيها التراب ، فلا يمكنها العمل بالصورة الصحيحة ، وبالتالي لا تكون الفطرة مجالاً من مجالات قراءة النصوص ، وهكذا بالنسبة للعقل الجماعي .
من أبعاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الجانب النظري فقط ، بل لا بدّ أن يكون الجانب العملي له دوره الكبير في ذلك ; لأنّ من أبعاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نقبّح القبيح عملاً ، وأن لا نستحسنه أو نحترمه أو نجمّله ، حيث أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على كلمة نطلقها هنا أو هناك ، بل هو تقبيح القبيح والاستهزاء به ونبذه ورفضه ونكرانه والتهكّم به والسخرية به وطعنه ولمزه وغمزه - ولكن يبقى ضمن الحدود الشرعية - .
فالأمر بالمعروف يعني أنّه هناك مجموعة من القيم السامية الإلهيّة يكون المجتمع مسؤول عنها وعن الحفاظ عليها وعن تسليمها للأجيال القادمة بنقائها وصفائها ، وأن نفتخر بالمعروف ونعزّزه في المجتمع وندعو إليه .
وأمّا الاستهزاء بالمنكر ورفضه ونبذه فهذا يشكّل مصداقاً من مصاديق النهي عن المنكر ، وإذا افتقد المجتمع هذه الحالة فإنّه يمرّ في حالة خطيرة جداً تهدّد علاقته بالله



[1] بحار الأنوار : 58 / 187 ، باب 44 - حقيقة الرؤيا وتعبيرها ، الحديث 52 ، باختلاف يسير . صحيح البخاري : 1 / 457 ، باب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات ، الحديث 1358 و 1359 ، باختلاف يسير . صحيح مسلم : 16 / 425 ، كتاب القدر ، الحديث 0067 - 23 / 4 و : 2067 - 24 / 6 ، باب كلّ مولود يولد على الفطرة .

177

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست