responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 165


ولبيان الأمر جليّاً نرى أنّ في هذه الآية عدّة ملاحظات :
الملاحظة الاُولى : هي أنّها خاطبت الناس جميعاً .
والملاحظة الثانية : أنّها ساوت بين جميع البشر من خلال رجوعهم جميعاً إلى آدم وحواء ، فالمصدر واحد ولا تفاضل بين هذا وذاك .
والملاحظة الثالثة : أن الآية قالت : * ( شُعُوباً ) * وهي جمع شعب ، إذن الآية تعترف بتعدّد الشعوب ، وكذلك * ( قَبَائِلَ ) * فهو اعتراف واضح بتعدّد القبائل ، بل أنّ هناك آيات اُخرى تؤكّد تعدّد الأوطان ، وتعدّد في الأنساب ، كما في قوله تعالى : * ( ادْعُوهُمْ لآبائهم هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ) * [1] .
وبعد أن اعترفت الآية بكلّ هذه النزعات التي تميّز البشر ذكرت أنّ الحكمة من خلق الإنسان في مجموعات تمثّلها الشعوب والقبائل ، هو : * ( لِتَعَارَفُوا ) * ، حيث ذهب بعض المفسّرين إلى بيان معنى التعارف ، وهو المعرفة الشخصيّة ، أي يعرف كلّ منّا صاحبه ، فلو كان كلّ البشر بنفس اللون ونفس القالب ونفس الشكل فسيستحيل معه النظام الاجتماعي ، ويزول الأمن البشري ، ويختلّ النظام الاجتماعي فلا تعرف حينها مع من تعاملت ، وإلى مَن أحسنت ، وإلى من أسئت ، وممّن تزوّجت ، وممّن اشتريت ، وممّن بعت . . . الخ .
وذهب البعض الآخر من المفسّرين إلى أنّ التعارف بمعنى التبادل ، أي يتبادل بعضكم بعضاً الخبرات والتجارب ، وهذه هي العولمة ، فالقرآن الكريم بحث موضوع العولمة المبنيّة على الحوار وتبادل الاستفادة بين جميع الشعوب والقبائل .
وللأسف الكبير فإنّ الكثير من الشباب الجامعيّين والمثقّفين يسمعون بأبحاث الغرب الجديدة واكتشافاتهم ، ويدّعون أنّ الدين لم يصل إلى هذه المرحلة من التطوّر



[1] سورة الأحزاب : الآية 5 .

165

نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست