نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 145
إذن الأنبياء يحملون مشروع العولمة الإلهيّة لجميع البشر فيضمن لهم السعادة والنظام والعدل . نزعة البشريّة نحو التفرقة والاجتماع لو نظرنا إلى الإنسان نظرة تفحّص وتدقيق نجد أنّ له نزعتان : إحداهما للوحدة ، والأخرى للاختلاف والتكتّل والتحزّب والتفرّق ، ومن مظاهر النزوع للاختلاف نظام الحكم الملكي ، والنظام السلطاني ، ونظام القبائل ، ونظام التمييز العرقي المنتشر في إفريقيا ، وكذلك في الحضارات الغربية فنسمع عن النازية في ألمانيا - على سبيل المثال ودورها في توظيف العالم لخدمتهم ، وكذلك النظام القومي الذي برز في تركيا ، ودور أتاتورك فيها ، وإيران والقومية الفارسيّة ، ودور شاه إيران فيها ، والقوميّون العرب وهناك النظام الوطني ، فكلّ هذه أنظمة وإن كانت تضمن التوحّد في الإطار الضيق المتمثّل في الوطن والعرق والقومية ، ولكنّها تمثّل تفرّقاً على مستوى المجموع البشري والعالم ، فهي توحّد من جانب ، وتفرّق من جانب آخر . وكذلك نرى هذه التفرقة على مستوى الطرح الرأسمالي التي تتجلّى فيه التفرقة بين طبقات المجتمع بصورة واضحة . لو ألقينا نظرة على الاُمم المتّحدة التي بدأت بعد الحرب العالميّة الثانية ، نجدها أحد مصاديق الوحدة التي تنشدها المجتمعات الحرّة ، ولم تكن هذه تعمل في ضمن محور واحد ، بل كانت تعمل على عدّة محاور ، منها : محور الثقافة والتعليم المتمثّل في اليونيسكو ، وعلى محور القضاء المتمثّل بمحكمة لاهاي الدوليّة ، وعلى المحور الاقتصادي المتمثّل في البنك الدولي ، وكذلك الوحدة في الأمن المتمثّل في مجلس الأمن والوحدة في القانون مثل الجمعيّة العموميّة وقوانين الاُمم المتّحدة العامّة وقانون الفيتو . ولو عدنا إلى ما قبل تأسيس الاُمم المتّحدة أو عصبة الاُمم نجد أنّ هنالك تحالفات
145
نام کتاب : الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 145