نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 62
قد كانت أمور كثيرة لم تكونوا عندي فيها محمودين أما إني لو أشاء لقلت عفى الله عما سلف سبق الرجلان ، وقام الثالث كالغراب همته بطنه وفرجه ، يا ويحه لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له . إلى آخر الخطبة وفيها عجائب من فصيح الكلام وغرائبه والعلماء متفقون عليها عنه ( ع ) وقد ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى وفسر غريب الكلام فيها وأوردها المدايني في كتبه وذكرها الجاحظ مع نصبه وعداوته لأمير المؤمنين ( ع ) في كتابه الموسوم ( بالبيان والتبيين ) [1] . الشقشقية : فأما خطبته عليه السلام التي رواها عبد الله بن عباس فهي أشهر من أن ندل عليها لشهرتها وهي التي يقول ( ع ) في أولها : والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا . أرى تراثي نهبا فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، إلى قوله ( ع ) : فجعلني عمر سادس ستة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ولكني أسففت إذا سفوا ، وطرت إذا طاروا ، في كلام طويل اختصرناه ههنا [2] فدل ما ذكرناه عنه عليه السلام على كراهيته من
[1] ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج 2 - ص 496 ) أن الأخبار قد تواترت عنه عليه السلام في هذا وذكر ما نص عليه المفيد . [2] ذكر شيخنا الحجة الشيخ هادي آل كاشف الغطاء قدس سره في رسالته مدارك نهج البلاغة ص 70 المطبوعة مع مؤلفه المستدرك على نهج البلاغة أقوال العلماء في الاعتراف بوجود الخطبة الشقشقية في مؤلفات كتبت قبل أن يوجد السيد الرضي وأبوه فراجعه فإنه نافع جدا .
62
نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 62