responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 82


زيد قالت وكان عبدا صالحا مؤمنا وذكر له قذف القوم بصفوان فقال له أسامة لا تظن يا رسول الله إلا خيرا فإن المرأة مأمونة وصفوان عبد صالح ثم استشار عليا عليه السلام فقال له يا رسول الله النساء عليك كثيرة سل عن الخبر بريرة خادمتها وابحث عن سر خبرها منها فقال له رسول الله فتول أنت يا علي تقريرها فقطع لها علي ( ع ) خشبا من النخل وخلا بها يسألها ويتهددها ويرهبها لا جرم إني لا أحب عليا أبدا [1] .
فهذا تصريح منها ببغضها له ومقتها إياه ولم يكن منه ذلك عليه السلام إلا النصيحة لله ولرسوله واجتهاده في الرأي ونصحه وامتثاله لأمر النبي صلى الله عليه وآله ومسارعته لطاعته .
ومن ذلك ما رواه كافة العلماء من حديث عكرمة وابن عباس وإن عكرمة أخبره عن حديث حدثته عائشة في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله الذي توفى فيه حتى انتهت من ذلك إلى قولها فخرج رسول الله متوكئا على رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر فقال



[1] روى المفسرون وأرباب الحديث قصة الإفك النازل فيها قوله تعالى : ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) الآية . وارتاحوا لتنزيه ( صاحبة الجمل ) عما قيل فيها ، روى ذلك البخاري ( ج 3 - ص 33 ) ومسلم ( ج 2 - ص 455 ) والخازن في تفسيره ( ج 5 - ص 46 ) والبغوي بهامشه وابن جرير الطبري في التاريخ ( ج 3 - ص 67 ) بالإسناد إلى عروة بن الزبير عن عائشة وإلى سعيد بن المسيب عنها وإلى علقمة بن وقاص عنها وإلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عنها فالمصدر لنقل الحديث عائشة فقط وأصبحت هذه الإشاعة حديث أندية المدينة ؟ ذلك نبي الله صلى الله عليه وآله لأنه لم يتفق ومقامه الطافح بالعظمة القدسية وهنا يقول ابن العربي الأندلسي في أحكام القرآن ( ج 2 - ص 94 ) شاور النبي صلى الله عليه وآله أسامة بن زيد وعليا ( ع ) في أمرها فقال له أمير المؤمنين إن الله تعالى لم يضيق عليك والنساء كثير فاسأل الجارية تصدقك ، هذا كل ما في علبة القوم وما أدري ولا المنجم يدري كيف تغافل المسلمون عن نقل هذا الحادث الشائع الذي نزل القرآن في افتضاح من أشاعه فلم يذكر أحد ما روته عائشة وانفردت بنقله مع شدة حرصهم على حفظ ما لا أهمية له من الحوادث ، أكلهم تواصوا بالكتمان والعادة تبعده أم أن للقصة تخريجا آخرا ولم تكن بذلك الظهور . نعم ، أوقفنا الشيخ الجليل الثبت علي بن إبراهيم القمي من علماء القرن الثالث على حقيقة سترتها الأحقاد فروى في تفسيره ( ص 453 ) عن رجال أجلاء ثقات عن زرارة بن أعين قال سمعت الباقر ( ع ) يقول لما مات إبراهيم بن رسول الله حزن عليه النبي صلى الله عليه وآله فقالت له عائشة ما الذي يحزنك عليه إنه ابن جريح القبطي فبعث النبي عليا ليقتله فخاف منه جريح فتسلق نخلة في بستان فانكشف ثوبه فإذا ليس له ما للرجال فرجع علي ( ع ) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بما رأى فقال صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ثم نزلت هذه الآية : ( إن الذين جاؤوا بالإفك ) وفي ص - 640 - من التفسير روى عن الصادق أن رسول الله كان عالما بكذبها ولكنه أراد أن يدفع القتل عن جريح وترجع المرأة عن ذنبها . وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ( ج 2 - ص 457 ) كانت لعائشة جرأة على رسول الله حتى كان منها في أمر مارية ما كان من الحديث الذي أسرته إلى الزوجة الأخرى وأدى إلى تظاهرهما عليه فنزل فيهما قرآنا يتلى في المحاريب يتضمن وعيدا غليظا عقيب تصريح بوقوع الذنب . ولم تخف هذه الظاهرة على شيخنا المفيد ولكنه مشى في نقل القصة عنها مع المؤرخين ليسجل عليها اعترافا بالمباينة لأمير المؤمنين التي لا يستحق فيها شيئا جاء به من قبل نفسه وإنما هو ممتثل أمر رسول الله في تعقيب المرأة لتعترف بالحقيقة ويستبين الحال .

82

نام کتاب : الجمل نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست