نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 363
أخوال أبي العباس السفاح ، ولي إمرة الموسم له في سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، ثم إمرة الحرمين لأخي السفاح المنصور ، وكان على ولايته زمناً مجتمعة ومنفردة ، ثم عزل في سنة أربعين ومائة . وقال شيخنا إنه تبع الترمذي ، وهو وهم ، اشتبه عليه بأبي الأوبر . فاسمه زياد . ويحكى أن أعرابياً وقف عليه فقال : إن بقرة خرجت من منزل جاري فنطحت ابناً لي فمات . فقال زياد لكاتبه : ما ترى ؟ قال : يكتب إلى أمير المؤمنين الحين ، إن كان الأمر كما وصف دفعت البقرة إليه بابنه . قال : فاكتب بذلك ، فكتب . فلما أراد ختم الكتاب مر ابن جريج فأرسل إليه فسأله عنها ؟ فقال : ليس له شيء فالعجماء جرحها جبار ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لكاتبه : فشقق الكتاب ، وقال للأعرابي : انصرف . فقال : سبحان الله ، تجتمع أنت وكاتبك على شيء ثم يأتي هذا فيردكما ؟ فقال : لا تغتر بي ولا بكاتبي ، فوالله ما بين جبليها أجهل مني ولا منه . هذا الفقيه يقول : ليس لك شيء . وساق الزبير بن بكار عن مصعب بن عثمان أن أبا حمزة الربعي دخل على زياد والي المدينة ، هذا فقال : أصلح الله الأمير ، بلغني أن أمير المؤمنين وجه إليك بمال تقسمه على القواعد والعميان والأيتام ، فأثبتني في القواعد . فقال : يرحمك الله إنما القواعد اللاتي قعدن عن الأزواج ، وأنت رجل ، فقال : ففي العميان ، فقال : أما هذا فنعم ، فإن الله تعالى يقول : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وأنا أشهد أن أبا حمزة أعمى . قال : واكتب بني في الأيتام ، فقال : يا غلام اكتبهم فمن كان أبوه أبا حمزة فهو يتيم . وقال الواقدي : طلب زياد بن أبي ذئب ليستعمله . فأبى ، فحلف ليعملن ، وحلف ابن أبي ذئب لا يعمل ، فأمر زياد بسجنه فقال يا ابن الفاعلة . وقال ابن أبي ذئب : والله ما من هيبتك تركت الرد عليك ولكن لله ، ثم كلموا زياد فيه فاستحى وندم وأراد تطييب قلبه ، وأخذ يتحيل في رضاه حتى توصل إليه وأهدى له جارية على يد ابن أخيه من حيث لا يشعر محمد . فهي أم ولد لابن أبي ذئب مات في عشر الخمسين ومائة . وهو عند الفاسي مطول . زياد بن قيس القرشي : مولاهم ، المدني تابعي ، يروي عن أبي هريرة ، وعن : عاصم بن بهدلة . قاله ابن حبان في ثانية ثقاته . وهو في التهذيب . زياد بن قيس : في ابن أبي الزناد . زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر : الأنصاري البياضي ، ممن شهد العقبة وبدراً ، وكان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على حضرموت ، وولاه أبو بكر رضي الله عنه قتال أهل الردة ، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا أوان انقطاع العلم ، قال هو كيف يذهب العلم يا رسول الله ، وقد ثبت ووعته القلوب ؟ قال له صلى الله عليه وسلم : ثكلتك أمك زياد إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة .
363
نام کتاب : التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة نویسنده : شمس الدين السخاوي جلد : 1 صفحه : 363