نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 388
قال فلما فتحته فاحت الدار وجميع الكوفة وشوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب ثم لفوه بخمسة أثواب كما أمر " ع " ثم وضعوه على السرير وتقدم الحسن والحسين " ع " ورفعا السرير من مؤخره وإذا مقدمه قد ارتفع ولا يرى حامله ، وكان حاملاه من مقدمه جبرئيل وميكائيل " ع " فما مر بشئ على وجه الأرض إلا انحنى له ساجدا وخرج السرير . قال محمد بن الحنفية والله لقد نظرت إلى السرير وانه ليمر بالحيطان والنخل فتنحني له خشوعا ، ومضى مستقيما إلى النجف إلى موضع قبره " ع " الآن وضجت الكوفة بالبكاء والنحيب ، وخرجن النساء يتبعنه لاطمات حاسرات ، فمنعهن الحسن " ع " ونهاهن عن البكاء والعويل وردهن إلى أماكنهن ، والحسين " ع " يقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، يا أباه وا انقطاع ظهراه من أجلك تعلمنا البكاء ، إلى الله المشتكى ، فلما انتبهنا إلى قبره وإذا مقدم السرير قد وضع فوضع الحسن ( ع ) مؤخره وصلى عليه والجماعة خلفه فكبر سبعا كما أمر به أبوه ( ع ) ثم زحزحنا سريره وكشفنا التراب فإذا نحن بقبر محفور ولحد مشقوق وساجة منقورة مكتوب عليها ( هذا ما ادخره نوح النبي للعبد الطاهر المطهر ) فلما أرادوا نزوله سمعوا هاتفا يقول أنزلوه إلى التربة الطاهرة فقد اشتاق الحبيب إلى حبيبه ، فدهش الناس عند ذلك وألحد أمير المؤمنين " ع " عند طلوع الفجر . قال الراوي لما ألحد أمير المؤمنين " ع " وقف صعصعة بن صوحان العبدي على القبر ، ثم قال بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين ، ثم قال هنيئا لك يا أبا الحسن فقد طاب مولدك وقوى صبرك وعظم جهادك وظفرت برأيك وربحت تجارتك وقد قدمت على خالقك ، فتلقاك الله ببشارته وحفتك ملائكته واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى ، فأسال الله ان يمن علينا باقتفاء أثرك والعمل بسيرتك والموالاة لأوليائك والمعاداة لأعدائك ، وان يحشرنا في زمرة أوليائك . فقد نلت ما لم ينله أحد وأدركت ما لم يدركه أحد وجاهدت في سبيل ربك بين أخيك المصطفى حق جهاده وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت .
388
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 388