نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 386
وهم يبكون ، فقال له ولده الحسن ما دعاك إلى هذا ؟ فقال له يا بني اني رأيت جدك رسول الله ( ص ) في منامي قبل هذه الكاينة بليلة فشكوت إليه ما أنا فيه من التذلل والأذى من هذه الأمة ، فقال لي ادع عليهم ، فقلت اللهم أبدلهم بي شرا مني ، وأبدلني بهم خيرا منهم ، فقال قد استجاب الله دعاك ، سينقلك إلينا بعد ثلاث ، وقد مضت الثلاث ، يا أبا محمد أوصيك بأبي عبد الله خيرا ، فأنتما مني وأنا منكما . ثم التفت إلى أولاده الذين هم من غير فاطمة وأوصاهم ان لا يخالفوا أولاد فاطمة - يعني الحسن والحسين - . ثم قال أحسن الله لكم العزاء ، ألا واني منصرف عنكم وراحل في ليلتي هذه ولاحق بحبيبي محمد ( ص ) كما وعدني ، فإذا أنا مت فغسلني وكفني وحنطني ببقية حنوط جدك رسول الله ( ص ) فإنه من كافور الجنة جاء به جبرئيل ( ع ) إليه ، ثم ضعني على سريري ، ولا يتقدم أحد منكم يحمل السرير واحملوا مؤخره واتبعوا مقدمه فأي موضع وضع المقدم فضعوا المؤخر ، فحيث أقام سريري فهو موضع قبري ، ثم تقدم يا أبا محمد وصل علي ، يا بني يا حسن وكبر علي سبعا ، واعلم أنه لا يحل ذلك لأحد غيري ، إلا على رجل يخرج في آخر الزمان اسمه القائم المهدي من ولد الحسين عليه السلام يقيم إعوجاج الحق ، فإذا أنت صليت علي يا حسن فنح السرير عن موضعه ، ثم اكشف التراب عنه فترى قبرا محفورا ولحدا مثقوبا وساجة منقورة ، فاضجعني فيها ، فإذا أردت الخروج من قبري فافتقدتني ، فإنك لا تجدني واني لاحق بجدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واعلم يا بني ما من نبي يموت وان كان مدفونا بالمشرق ويموت وصيه بالمغرب ، إلا ويجمع الله عز وجل بين روحيهما وجسديهما ثم يفترقان ، فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره والى موضعه الذي حط فيه ، ثم اشرج اللحد وأهل التراب علي ، ثم غيب قبري ، ثم يا بني بعد ذلك إذا أصبح الصباح أخرجوا تابوتا إلى ظهر الكوفة على ناقة وأمر بمن يسيرها بما بان يسيرها كأنها تريد المدينة ، بحيث يخفى على العامة موضع قبري الذي تضعني فيه ، وكأني بكم وقد خرجت عليكم الفتن من ها هنا وها هنا ! فعليكم بالصبر ، فهو العاقبة .
386
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 386