نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 377
يدورون ولا يدرون أين يذهبون من شدة الصدمة والدهشة ، ثم أحاطوا بأمير المؤمنين ( ع ) وهو يشد رأسه بمئزره والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضبت بدمائه وهو يقول : هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله . قال الراوي : واصطفقت أبواب الجامع وضجت الملائكة في السماء بالدعاء وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ تهدمت والله أركان الهدى ، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل ابن عم المصطفى ، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل والله سيد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء . قال : فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل ( ع ) لطمت على وجهها وشقت جيبها وصاحت : وا أبتاه وا علياه وا محمداه وا سيداه ، ثم أقبلت إلى أخويها الحسن والحسين عليهما السلام فأيقظتهما وقالت لهما : والله قتل أبوكما ، فقاما يبكيان ، فقال لها الحسن ( عليه السلام ) : يا أختاه كفي عن البكاء حتى ننظر صحة الخبر ، كي لا تشمت الأعداء فخرج ( عليه السلام ) وإذا بالناس ينوحون وينادون : وا إماماه وا أمير المؤمنيناه ، قتل والله امام عابد مجاهد لم يسجد لصنم كان أشبه الناس برسول الله ، فلما سمع الحسن والحسين ( ع ) صرخات الناس ناديا : وا أبتاه وا علياه ، ليت الموت أعدمنا الحياة وألقيا العمائم من رؤوسهما . فلما وصلا الجامع وجدا أبا جعدة بن هبيرة ومعه جماعة من الناس وهم مجتهدون ان يقيموا الامام في المحراب ليصلي بالناس ، فلم يطق النهوض وتأخر عن الصف وتقدم الحسن ( ع ) فصلى بالناس ، وأمير المؤمنين " ع " يصلي إيماء من جلوس وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمته الشريفة ، يميل تارة ويسكن أخرى ، والحسن " ع " ينادي : وا انقطاع ظهراه ، يعز والله علي ان أراك هكذا ، ففتح عينيه وقال : يا بني لا تجزع على أبيك ، هذا جدك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى وأمك فاطمة الزهراء والحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك ، فطب نفسا وقر عينا ، فكف عن البكاء ، فان الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء .
377
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 377