نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 371
فرغ من صلاته اقبل على فطوره ، فلما نظر إليه وتأمله حرك رأسه وبكى بكاء شديدا عاليا وقال : يا بنية ما ظننت ان بنتا تسوء أباها كما أسأت أنت إلي ، قالت : وماذا يا أبا ؟ قال : أتقدمين إلى أبيك أدامين في طبق واحد ، أتريدين ان يطول وقوفي غدا بين يدي ربي عز وجل يوم القيامة ، أنا أريد ان اتبع أخي وابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما قدم إليه أدامان في طبق واحد إلى أن قبضه الله تعالى إليه . يا بنية : ما من رجل طاب مطعمه ومشربه وملبسه إلا طال وقوفه بين يدي الله عز وجل يوم القيامة . يا بنية : ان الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب . يا بنية : قد اخبرني حبيبي رسول الله ( ص ) : ان جبرئيل نزل إليه ومعه مفاتيح كنوز الأرض وقال : يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول : ان شئت سيرت معك جبال تهامة ذهبا وفضة وهذه مفاتيح كنوز الأرض ولا ينقص من حظك يوم القيامة ، قال : يا جبرئيل وما يكون بعد ذلك ؟ قال : الموت ، فقال : إذن لا حاجة لي في الدنيا ، دعني أجوع يوما وأشبع يوما ، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع إلى ربي وأسأله ، واليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي وأحمده ، فقال له جبرئيل : وفقت لكل خير ثم قال " ع " : يا بنية الدنيا دار غرور ودار هوان ، فمن قدم شيئا وجده . يا بنية : والله لا آكل شيئا حتى ترفعين أحد الأدامين ، فلما رفعته تقدم إلى الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم قام إلى مصلاه فلم يزل راكعا وساجدا ومبتهلا ومتضرعا إلى الله سبحانه ، وكان يكثر من الدخول والخروج وينظر إلى السماء فيقول : والله هي ، ثم يرجع إلى مصلاه وهو قلق يتململ ثم يقرأ سورة يس حتى ختمها ، فرقد هنيئة وانتبه مرعوبا وجعل يمسح وجهه بثوبه ونهض قائما على قدميه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم صلى حتى مضى بعض الليل ، ثم جلس للتعقيب ، ثم نامت عيناه وهو جالس ، ثم انتبه من نومه مرعوبا . قالت أم كلثوم : كأني به قد جمع أولاده وأهله وقال لهم : في هذا الشهر
371
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 371