نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 219
علي " ع " نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار وحوله بنوه الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ، فصاح بولده محمد وكانت الراية بيده إقدم بها حتى ركزها في عين الجمل ولا تقفن دونه ، فتقدم محمد فرشقته السهام ! فقال محمد لأصحابه رويدا حتى تنفذ سهامهم فلم تبق إلا رشقة أو رشقات ، فأنفذ علي " ع " إليه يستحثه ويأمره بالمناجزة ، فلما أبطأ عليه جاء بنفسه من خلفه فوضع يده اليسرى على منكبه الأيمن وقال له : إقدم لا أم لك . فكان محمد بعد أمير المؤمنين " ع " إذا ذكر ذلك يبكي ويقول : كأني أجد ريح نفسه في قفاي والله لا أنسى ذلك أبدا . ثم أدركت عليا رقة الوالد على ولده فتناول منه الراية بيده اليسرى وذو الفقار مشهور في يمناه ، ثم حمل فغاص في عسكر الجمل ، ثم رجع وقد انحنى سيفه فأقامه بركبته . فقال له أصحابه وبنوه والأشتر وعمار : نحن نكفيك يا أمير المؤمنين فلم يجب أحدا منهم ولا رد إليهم بصره . وظل يتحفظ ويزئر زئير الأسد حتى فرق من حوله وإنه لطامح ببصره نحو عسكر الجمل لا يبصر من حوله ، ثم دفع الراية إلى محمد ثم حمل حملة ثانية وكبر تكبيرات فدخل وسطهم وضربهم بالسيف قدما قدما ، والرجال تفر من بين يديه وتنحاز عنه يمنة ويسرة حتى خضب الأرض بدماء القتلى ، ثم رجع وقد انحنى سيفه فاعصوصب به أصحابه وناشدوه الله في نفسه والإسلام وقالوا إنك إن عضبت يذهب الدين فامسك ونحن نكفيك ، فقال : والله ما أريد بما ترون إلا وجه الله والدار الآخرة . ثم قال لمحمد : هكذا تصنع يا ابن الحنفية ، فقال الناس : من ذا الذي يستطيع ما تستطيعه يا أمير المؤمنين . قال : فاستدار الجمل كما تدور الرحى وتكاثف الرجال إلى حوله واشتد رغائه وزحام الناس عليه فنادى الحتات المجاشعي أيها الناس أمكم أمكم . واختلط الناس فضرب بعضهم بعضا وتقصد أهل الكوفة قصد الجمل وكان دونه ناس كالجبال كلما حف قوم جاء أضعافهم فنادى علي " ع " : فرشقوا الجمل بالنبل ،
219
نام کتاب : الأنوار العلوية نویسنده : الشيخ جعفر النقدي جلد : 1 صفحه : 219